سورة الانشقاق
سورة الانشقاق
  
  {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١} يتحدث الله سبحانه وتعالى عن أحوال يوم القيامة وأهوالها وحوادثها، فالسماء تتشقق وتتهاوى أجرامها.
  {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٢}(١) يعني أطاعت واستجابت لأمر ربها، ولم تتأبَّ عن إرادته ومشيئته، وحق لها أن تستجيب ولا تتأبى.
  {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ٤ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ٥} والأرض والجبال ستدك دكاً في ذلك اليوم، وتصير هباءً منبثاً حتى تصبح الأرض مستوية لا بحار فيها ولا جبال: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ١٠٧}[طه]، وستخرج الأرض ما في بطنها من الأموات للجزاء والحساب مستجيبة لأمر ربها.
  {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ(٢) كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ٦}(٣) إنك أيها الإنسان قادم على أمر عظيم وهول جسيم، وذلك هو الموافاة ليوم القيامة للحساب والجزاء.
  {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ٧ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ٨ وَيَنْقَلِبُ إِلَى
(١) سؤال: هل مرجع التاء هذه إلى الاستجابة أم لا فما وجه تأنيث الفعل؟
الجواب: التاء تعود للسماء أي: وحقت السماء بالطاعة والانقياد.
(٢) سؤال: إذا كان هذا جواب «إذا» الشرطية فما وجه سقوط الفاء عنه؟
الجواب: جواب الشرط محذوف للتهويل، وليس قوله: «إنك كادح» جواباً، بل يقدر له جواب: بعثت الخلائق وحوسبت، بدليل ما بعده.
(٣) سؤال: لم يظهر لنا كيف يكون الكدح إلى الله فلو وضحتموه لكان مناسباً؟
الجواب: الكدح: هو العمل الجاد والسعي الحثيث الذي يظهر أثره على جلد العامل، أي: يظهر كدوح على جلده بسبب السعي والجد في العمل، وهكذا الإنسان المؤمن في عمله الجاد المتواصل، والمجرم في عمله الجاد المتواصل.