سورة البروج
  عَذَابُ الْحَرِيقِ ١٠}(١) هذا وعيد من الله سبحانه وتعالى بعذاب جهنم وعذاب الحريق للذين عذبوا المؤمنين والمؤمنات بغير حق، ولم يتوبوا إلى الله تعالى من ذلك.
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ(٢) الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ١١} وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين الذين يعملون الأعمال الصالحة بجنات تجري من تحتها الأنهار.
  {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ١٢ إِنَّهُ(٣) هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ١٣ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ١٤ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ(٤) ١٥ فَعَّالٌ(٥) لِمَا يُرِيدُ ١٦}(٦) إن عذاب ربك وأخذه للظالمين
(١) سؤال: ما وجه إضافة العذاب إلى الحريق في قوله: «عذاب الحريق»؟
الجواب: لهم عذاب جهنم بكفرهم بالله، ولهم عذاب الحريق جزاء على ما فعلوه بالمؤمنين من الحريق، وعذاب الحريق هو خاص غير عذاب جهنم كما تفيده الآية.
(٢) سؤال: ما العلة في فصل هذه الجملة؟
الجواب: فصلت لكونها كالتأكيد لما قبلها.
(٣) سؤال: ما السر في فصل هذه الجملة؟ وكذا في فصل الصفات في الآيات بعدها؟
الجواب: فصلت لأنها علة لما قبلها، وفصلت الصفات لأن الأصل في الصفات المفردة الوصل.
(٤) سؤال: لو تكلمتم على صفة «المجيد» ودققتم في معناها لكان مناسباً؟
الجواب: قال الزجاج: الماجد في اللغة الكثير الشرف، وفي تفسير أهل البيت $: المجيد في لسان العرب الجواد الماجد ذو العطايا والإحسان والمحامد. وقال أبو حامد الغزالي: المجيد: هو الشريف ذاته الجميل أفعاله الجزيل عطاؤه ونوله فكأن شرف الذات إذا قارنه حسن الفعال سمي مجداً.
(٥) سؤال: ما وجه التنكير في «فعال» مع أن ما قبله معارف؟
الجواب: قد يكون التنكير - والله أعلم - لأن «فعال» مجرداً عن المتعلق ليس من أسمائه الحسنى، ولا يدل على مدح بمجرده، وإن دل فإنما يدل بمتعلقه، بخلاف الودود الغفور.
(٦) سؤال: هل يؤخذ من قوله: «فعال لما يريد» أن الإرادة علم الله باشتمال الفعل على المصلحة؛ إذ ظاهرها يدل على سبق الإرادة لفعل المراد، ولأنه لا يتناسب مع بلاغة القرآن أن يكون =