محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البروج

صفحة 623 - الجزء 4

  إذا أخذهم بذنوبهم لأخذٌ شديدٌ لعظيم قدرته، وتلك هي آيات قدرته فهو يبدئ الخلائق ويخلقها على غير مثال، ويعيد خلقها مرة ثانية بعد الموت، وهو الذي يغفر زلات عباده، ولا يستعجلهم بعذابه، بل يتودد إليهم بحلمه وبسوابغ نعمه، وهو ذو السلطان المستولي على ملك السماوات والأرض المتعالي عن النقائص الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

  {هَلْ⁣(⁣١) أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ١٧ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ١٨ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ١٩ وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِهِمْ مُحِيطٌ ٢٠ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢}⁣(⁣٢) هل أتاك يا محمد ما صنع الله بفرعون وجنوده، وقوم صالح عندما


= معناها: فعال لما يفعله من مراداته أو نحو ذلك؟ أم لا ترون ذلك مناسباً فلماذا؟

الجواب: نعم، تدل الآية على ما ذكرتم دلالة واضحة منطقية.

(١) سؤال: ما المراد بالاستفهام هنا؟ وما مفاد الإضراب بـ «بل» في قوله: «بل الذين كفروا في تكذيب»؟ وبماذا تعلق الجار والمجرور في قوله: «من ورائهم»؟

الجواب: الاستفهام للتقرير أي: أنه بمعنى «قد» أو يؤول إلى معنى «قد» و «بل» للإضراب الانتقالي، أي: للانتقال من خبر إلى خبر، و «من ورائهم» متعلق بمحيط.

(٢) سؤال: بم يتعلق قوله: «في لوح» على قراءة حفص بكسر «محفوظ»؟ وما يكون على قراءة نافع برفعها؟

الجواب: في قراءة الكسر يتعلق الجار والمجرور بمحذوف صفة لقرآن، و «محفوظ» صفة للوح، وفي قراءة نافع يتعلق الجار والمجرور بمحذوف أيضاً صفة لقرآن، و «محفوظ» صفة أخرى لقرآن أيضاً.

سؤال: هل تفيد الآية أن اللوح حقيقي فما فائدته مع علم الله وحفظه فهو لا يحتاج إلى ذلك؟ وما مراد الإمام زيد # بقوله: إنه لوح واحد من نور مسيرة ثلاثمائة سنة؟ وهل يوحي بأنه عنده على الحقيقة أم كيف؟

الجواب: الظاهر أن اللوح حقيقة، وتكون فائدته راجعة إلى الملائكة أما الله تعالى فغير محتاج تعالى الله عن الحاجة، وظاهر ما ذكرتم عن الإمام زيد # يدل على أن اللوح عنده لوح حقيقي.