محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الطارق

صفحة 625 - الجزء 4

  نفس حافظاً⁣(⁣١) يحصي عليها أعمالها صغيرها وكبيرها.

  {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ⁣(⁣٢) خُلِقَ ٥ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ٦ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ٧ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ٨} يأمر الله سبحانه وتعالى الإنسان هنا بالنظر في بداية خلقه وتكوينه، ومم خلقه؟ ليعرف عظمة الله سبحانه وتعالى ومدى قدرته، وأنه قادر على إحياء الموتى وبعثهم. والصلب: هو صلب الرجل، والترائب: هي ترائب المرأة.

  {يَوْمَ⁣(⁣٣) تُبْلَى السَّرَائِرُ ٩ فَمَا⁣(⁣٤) لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ١٠} إذا نظر الإنسان وتفكر في آثار قدرة الله تعالى فسيعلم أنه قادر على بعث الناس من قبورهم للحساب والجزاء، وإذا بعث الله تعالى الناس من قبورهم للجزاء في يوم القيامة الذي تكتشف فيه أسرار القلوب وما أضمر فيها فهنالك لا يستطيع الإنسان أن


(١) سؤال: يقال: هل هذا ينافي كونهم رقيباً وعتيداً أم لا؟ ولماذا؟ وهل يصح حملها على الباري تبارك وتعالى أم لا؟

الجواب: «رقيب» هو الحافظ، و «عتيد» صفة للحافظ بمعنى حاضر وقد قيل: إن الحافظ هو الله، وفي تفسير أهل البيت $ أن الحافظ هو ما ذكرناه ولم يزد عليه، ويدل على صحته قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢}⁣[الانفطار].

(٢) سؤال: ما معنى «ما» الداخلة عليها «من»؟ وما محلة جملة «يخرج»؟

الجواب: معناها الاستفهام أي: من أي شيء خلق. «يخرج من بين الصلب ..» في محل جر صفة أخرى لماء.

(٣) سؤال: ما هو العامل في هذا الظرف؟

الجواب: يتعلق الظرف برجعه في قوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ٨} أو بفعل محذوف تقديره: يرجعه أو اذكر.

(٤) سؤال: ما الذي تفيده هذه الفاء؟ وما الوجه في دخول «من» على قوله: «قوة»؟

الجواب: تفيد الفاء أن ما بعدها مسبب عما قبلها أي: أنها عاطفة للمسبب على السبب والوجه في دخول «من» على «قوة» هو تأكيد العموم أي: أن النفي مستغرق لنفي كل قوة يوم القيامة.