محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة آل عمران

صفحة 281 - الجزء 1

  وبيوتهم وبلادهم وذهبوا إلى بلاد الغربة؛ فراراً بدينهم إلى الله ورسوله ÷.

  {وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} بسبب إيمانهم حين طردهم المشركون؛ فخرجوا خوفاً منهم.

  {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي} لحقهم الأذى في سبيل الله بسبب إيمانهم بالنبي ÷.

  {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} قاتلوا مع النبي ÷ وقتلوا في سبيل الله ونصرة دينه ونبيه ÷.

  {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} وعدهم الله بغفران ذنوبهم ونحوها من صحائف أعمالهم.

  {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}⁣(⁣١) ثم أكد لهم أنه سيدخلهم جنات النعيم جزاءً على أعمالهم هذه، من الإيمان والهجرة، والقتال والقتل، والصبر على الأذى في سبيل الله.

  {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ١٩٥} لا يعطي ذلك الثواب العظيم في دار النعيم المقيم إلا الله تعالى وحده ولا يقدر عليه سواه.

  ثم قال الله مخاطباً للنبي ÷ وللمؤمنين: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ١٩٦} كان النبي ÷ والمؤمنون في فقر وشدة حين هاجروا، وكان المشركون في ثراء وغنى وتجارات، وأمن وأمان، يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين، والمؤمنون محاصرون في المدينة، خائفون من المشركين، فقال الله لهم: لا تغتروا عندما ترون المشركين في هذه الحالة من الأمن والأمان والتجارات والروح والراحة، مع ما هم عليه من الكفر {مَتَاعٌ قَلِيلٌ}⁣(⁣٢) فلن يتمتعوا في الدنيا إلا متاعاً قليلاً.


(١) – سؤال: ما هو إعراب ثواباً؟

الجواب: ثواباً مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة؛ لأن الجملة بمثابة لأثيبنهم.

(٢) – سؤال: ما هو إعراب «متاع»؟

الجواب: هو خبر لمبتدأ محذوف أي هو متاع قليل أي تقلبهم متاع قليل.