سورة آل عمران
  وبيوتهم وبلادهم وذهبوا إلى بلاد الغربة؛ فراراً بدينهم إلى الله ورسوله ÷.
  {وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} بسبب إيمانهم حين طردهم المشركون؛ فخرجوا خوفاً منهم.
  {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي} لحقهم الأذى في سبيل الله بسبب إيمانهم بالنبي ÷.
  {وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} قاتلوا مع النبي ÷ وقتلوا في سبيل الله ونصرة دينه ونبيه ÷.
  {لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} وعدهم الله بغفران ذنوبهم ونحوها من صحائف أعمالهم.
  {وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(١) ثم أكد لهم أنه سيدخلهم جنات النعيم جزاءً على أعمالهم هذه، من الإيمان والهجرة، والقتال والقتل، والصبر على الأذى في سبيل الله.
  {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ١٩٥} لا يعطي ذلك الثواب العظيم في دار النعيم المقيم إلا الله تعالى وحده ولا يقدر عليه سواه.
  ثم قال الله مخاطباً للنبي ÷ وللمؤمنين: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ١٩٦} كان النبي ÷ والمؤمنون في فقر وشدة حين هاجروا، وكان المشركون في ثراء وغنى وتجارات، وأمن وأمان، يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين، والمؤمنون محاصرون في المدينة، خائفون من المشركين، فقال الله لهم: لا تغتروا عندما ترون المشركين في هذه الحالة من الأمن والأمان والتجارات والروح والراحة، مع ما هم عليه من الكفر {مَتَاعٌ قَلِيلٌ}(٢) فلن يتمتعوا في الدنيا إلا متاعاً قليلاً.
(١) – سؤال: ما هو إعراب ثواباً؟
الجواب: ثواباً مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة؛ لأن الجملة بمثابة لأثيبنهم.
(٢) – سؤال: ما هو إعراب «متاع»؟
الجواب: هو خبر لمبتدأ محذوف أي هو متاع قليل أي تقلبهم متاع قليل.