محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة آل عمران

صفحة 282 - الجزء 1

  {ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} مرجعهم إليها، {وَبِئْسَ الْمِهَادُ ١٩٧} وإذا كان مصيرهم إلى جهنم والخلود في عذابها فلا تكبر في أعينكم النعم التي هم فيها. و «المهاد»: هو الفراش.

  {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}⁣(⁣١) أما المؤمنون فجزاؤهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ضيافة لهم من عند الله، أعدها لهم يتنعمون فيها خالدين في نعيمها وسرورها لا يخرجون منها ولا يتحولون عنها، قد ¤ ورضوا عنه.

  {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ١٩٨} ما عنده من الثواب الذي أعده لهم في الجنة أفضل من هذا الذي أعطاه المشركين في الدنيا من التجارة والثراء والعافية والأمن؛ لأن متاعهم في الدنيا قليل، وأما نعيم أهل الجنة فهو دائم وأبداً.

  {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ⁣(⁣٢) بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} هذه السورة والتي قبلها كلها تقريباً تحدثت عن أهل الكتاب اليهود والنصارى، وذكرت تمردهم وكفرهم وطغيانهم وعنادهم لله ولرسوله ÷ وفيهم قلة قليلة آمنوا بالله وآمنوا بما أنزل الله على موسى #، وآمنوا بما أنزله الله على رسوله ÷ وكانوا متواضعين لله ø فسمعوا لله وأطاعوه وآمنوا برسله، لم يحرفوا ولم يغيروا في التوراة كما بدل إخوانهم اليهود.

  {أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ١٩٩}⁣(⁣٣) وهذا وعد من


(١) سؤال: ما هو إعراب: نزلاً؟

الجواب: مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة.

(٢) سؤال: ما هو إعراب: {لَمَنْ يُؤْمِنُ

الجواب: اللام هي اللام المزحلقة وقعت في اسم «إن» لتأخره، و «من» اسم موصول مبني على السكون ومحله النصب اسم «إن»، والجملة بعده صلته، والعائد ضمير الفاعل.

(٣) سؤال: ما معنى سريع الحساب؟

الجواب: يحتمل معنيين: =