محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 288 - الجزء 1

  {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ٥}⁣(⁣١) أنفقوا على الأيتام من أموالهم واكسوهم منها وقولوا لهم قولاً معروفاً تطيبون به أنفسهم وتدخلون به عليهم الفرح والسرور ولا تغلظوا لهم في الكلام إذا طلبوا أموالهم وهم دون سن الرشد.

  {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ} يعني مرنوهم⁣(⁣٢) وعلموهم كيف يديرون أموالهم، وكيف يتعاملون مع الناس إلى أن يبلغوا النكاح وهو سن الخامسة عشرة، حتى لا يبلغ اليتيم ذلك المبلغ إلا وقد تمرن، وعرف كيفية التعامل؛ لئلا يتفاجأ حينها بقبض ماله ويتحير في تنميته وحفظه.

  {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} إذا عرفتم أنهم سيتمكنون من حفظ أموالهم، فأدوا إليهم أموالهم، هذا إذا عرفت منه القدرة على ذلك مع بلوغه، وإلا لزم التأني حتى يعرف منه الكفاءة على حفظ ماله⁣(⁣٣).

  {وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا}⁣(⁣٤) قد يؤدي الطمع بولي اليتيم إلى


(١) – سؤال: ما فائدة التعبير بقوله: «فيها» بدل «منها»؟

الجواب: قد قالوا: إن الفائدة هي الأمر للأولياء بتنمية أموال الأيتام ليُؤَكِّلوا الأيتام من الفوائد الزائدة لتسلم رؤوس أموالهم، ولو قال: «منها» لتناقصت أموال الأيتام بالإنفاق، وربما كبر الأيتام وقد نفدت أموالهم أو كادت أو نفد الكثير منها.

(٢) – سؤال: يقال: ظاهر الآية الاختبار فهل هو نحو التمرين؟

الجواب: هو تمرين واختبار لينظر الولي ويراقب تصرفات اليتيم، فإذا أخطأ اليتيم أصلح خطأه بالتعليم، ويستمر الولي في ذلك إلى أن يبلغ اليتيم.

(٣) – سؤال: أليس هذا يؤيد رأي الحنفية بصحة الحجر على السفيه ولو كان بالغاً؟

الجواب: بلى فيه تأييد لرأيهم.

(٤) – سؤال: ما هو الإسراف؟ وما إعراب: {إِسْرَافًا وَبِدَارًا

الجواب: الإسراف: هو تجاوز الحد المباح إلى ما لم يبح، و «إسرافاً وبداراً» مفعولين من أجله، ويجوز أن يكونا حالين أي: مسرفين ومبادرين.