محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 298 - الجزء 1

  يقبل الله توبتهم، وهو المراد بقوله: {مِنْ قَرِيبٍ} أي: يتوب قبل حضور الموت وقبل معاينة ملائكته.

  {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} أما هؤلاء فليس لهم توبة، فلن تقبل توبتهم ما داموا مصرين على عمل الأعمال السيئة حتى حضور ملائكة الموت لأخذ أرواحهم، وعند رؤيتهم لملائكة الموت لا تنفعهم التوبة ولا الندم.

  {وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ} ولا الذين يموتون على الكفر فليس لهم توبة.

  {أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٨} إن الذين يعملون السيئات إلى أن يأتيهم الموت وهم على عملها والذين يأتيهم الموت وهم على دين الكفر فإنهم من أهل العذاب الأليم في دركات الجحيم الذي أعده الله لهم، ولا مفر لهم من عذاب الله، ولا خلاص لهم منه خالدين فيه أبداً.

  فإن قيل: ما حكم المحكوم عليه بالقصاص؟ هل تقبل توبته وقد حكم عليه بالموت لا محالة، ولا مفر له منه؟

  و الجواب: أنه تقبل توبته إذا صدقت نيته في التوبة إلى الله والندم، وهذا قبل أن يقعد لضرب عنقه⁣(⁣١).


= بالعقوبة، ولا يغافصهم بالموت بعد المعصية، ونحو هذه الوساوس الشيطانية، ولا شك أن ذلك جهالة. وبعد، فلا خلاف أن التوبة مقبولة قبل حضور الموت سواء كان التائب متمرداً أم غير متمرد، عالماً أم جاهلاً.

(١) سؤال: يقال: كيف تقبل توبته وهو في حكم الملجأ إليها لما حكم عليه بالقصاص بها؟ وهل تقبل توبة المورد والمفخذل؟

الجواب: المحكوم عليه بالقصاص عادة يكون له أمل ورجاء في العفو؛ لما جرت به العادة من المقاصد والوسائط والمراجعات، مع ما يلقاه المحكوم عليه من التأمين له من الزوار والأقارب بأنهم سيبذلون كل غال ورخيص و ... إلخ؛ لذلك فيكون المحكوم عليه مجوزاً لا قاطعاً، وهذا مع ما يعرف المحكوم عليه بأن الكثير من المحكوم عليهم بالقصاص لم =