سورة النساء
  وذنب عظيم وأخذ بغير حق.
  {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} فكيف تأخذه أيها الزوج، وقد استوفيت منها بدخولك عليها، والإفضاء: هو الجماع.
  {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ٢١} على الوفاء والاستيفاء وقد أوفتك أيها الزوج بما عليها فلا تمنعها ما عليك وهو المهر(١).
  {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} حرم الله أن يتزوج الرجل بزوجة أبيه بعد أن يموت، أو بعد أن يطلقها.
  {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} إلا ما قد مضى في الجاهلية فإن الله غفور رحيم، فيما قد فعلتموه غير عالمين بتحريمه، وحتى في الجاهلية كان مستنكراً، وكانوا يسمونه نكاح المقت، فكانوا يمقتون من يفعله ويحرمونه، ولكن بالرغم من ذلك كانوا يفعلونه، وكان إذا ولد لمن تزوج امرأة أبيه كانوا يسمون هذا الولد المقيت.
  {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ٢٢} العقول تستقبحه وتستفحشه حتى في الجاهلية، ويسمونه المقت.
  ثم قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} تحرم على الرجل أمهاته ما علون: أم أمه، وأم أبيه ما علون.
  {وَبَنَاتُكُمْ} ما سفلن: بنت الابن، وبنت البنت ما سفلن.
  {وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ} ما تناسلوا: بنت بنت الأخ، وبنت بنت الأخت ما تناسلوا.
(١) – سؤال: هل أخذ الميثاق بعقد النكاح أم لا؟
الجواب: هو بعقد النكاح لأنه تضمن الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان، وتسبب العقد في إيجاب حقوق للزوجة على زوجها والعكس، وفي وجوب الإحسان إلى الزوجة ولو قد فارقها، {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}[البقرة: ٢٣٧].