سورة النساء
  {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} فاجلدوهن خمسين جلدة وهو نصف ما يلزم من الجلد على الحرة التي لم تتزوج.
  {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ} فلا تتزوجوا بالإماء أبداً إلا إذا خشيتم الوقوع في الحرام، وذلك لأن أولاده منها سيكونون عبيداً تبعاً لأمهم إلا أن يشترط حريتهم، وملكاً لسيد الأمة، وعفتهن قليلة - بالنسبة للحرة - فهي معرضة للزنا أكثر من الحرة.
  {وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فهو أفضل لما يترتب على فعل ذلك من تعريض ذريته للرق، ونحو ذلك، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٢٥}.
  {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}(١) فالله يريد أن يبين لنا أحكام ديننا، ويعلمنا ويشرِّع لنا شرائع الإسلام، وكيفيتها.
  فقد ذكر في سورة البقرة الطلاق وكيفياته مفصلاً، وهنا فصل لنا من يحرم نكاحها، ومن يحل نكاحها، ونكاح الإماء، وحرم العضل للنساء، وأوجب المهور، وغير ذلك من تفاصيل أحكام النساء.
  {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} وبين لنا سبحانه وتعالى شرائع الأمم السابقة، وهدانا إليها مع ما تفضل به لأهل هذه الملة من التخفيف والتيسير والسماحة.
  {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} يريد الله تعالى من عباده أن يعملوا بشرائعه وأحكام دينه؛ ليتوب عليهم ويرجع عليهم برحمته ومغفرته ويدخلهم جنته.
  {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٢٦} كل ما شرعه الله لنا من الأحكام والشرائع صادر عن علمه وحكمته، ولولا فضل الله علينا ورحمته بنا لما اهتدينا إلى شرائع دينه، الموصلة لأهلها إلى رضوان الله وإلى دار السلام.
(١) – سؤال: ما فائدة دخول لام التعليل في: {لِيُبَيِّنَ لَكُمْ}؟
الجواب: اللام صلة وليست للتعليل، وفائدتها: تقوية الكلام وتأكيده.