سورة النساء
  {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} يعلمكم أحكام دينكم فيتوب عليكم إن عملتم بها.
  {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ(١) الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧} فهم يريدون أن تمكثوا على جاهليتكم، وعلى أعمال الجاهلية، وما شرَّعوه في جاهليتهم من أحكام النكاح والطلاق وغيرها التي شرعوها في شركهم، ويريدون أن يمكث الناس عليها بالرغم من بطلانها، فكانت المرأة من نسائهم قد يدخل بها أكثر من واحد فتحمل، ثم حين تلد تدعو كل من أتاها من الرجال فإذا حضروا عينت من تشاء منهم وتقول: أنت أب هذا المولود، ويكون القول قولها في ذلك، والحكم حكمها، فتُلْحِقُه بمن شاءت، ولا يستطيع رد قولها.
  فالله يريد أن يعلمنا أحكام شريعتنا بكل أبوابها على وفق الحكمة والمصلحة.
  {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ٢٨} فالله رحيم بعباده لا يكلفهم ما لا يطيقون وما شرع لنا فهو مبني على التخفيف والتيسير، فالله عالم بالإنسان وضعفه، وهو الذي خلقه فهو عالم بما يطيقه، وبما لا يطيقه.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} فلا يأكل بعضكم أموال بعض بغير حق، وبغير عوض، وبغير طيبة نفس.
  {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}(٢) فلا بأس ما دام الطرفان
(١) – سؤال: من هم الذين يتبعون الشهوات؟
الجواب: هم المنافقون واليهود والمشركون، فكانت هذه الفرق الثلاث هي الموجودة في المدينة وما يحيط بها عند نزول الآية.
(٢) – سؤال: كيف استثنى التجارة من الأكل بالباطل؟
الجواب: الاستثناء منقطع إلا أن تكون التجارة تجارة عن تراض منكم؛ لأن التجارة ليست من الأكل بالباطل.