سورة النساء
  {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} فيدافع الإنسان الطمع فيما في أيدي الآخرين ولا ينظر لذلك، وليزرع الإنسان في نفسه القناعة بما قسم الله له.
  {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} فيأخذ كل واحد نصيبه الذي قد جعله الله له، وهذا في المواريث، ولا ينظر لنصيب غيره، ولا يطمع فيه، ويقنع بما كتبه الله له منها(١).
  {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} إذا رأيت أن ما معك من النصيب قليل - فاسأل الله من فضله، فهو مالك السماوات والأرض، وهو الذي بيده خزائنهما، وهو الذي يعطي ويمنع، واترك النظر لما في يد غيرك، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ٣٢} لا يخفى على الله خافية، فهو عالم بما يصلح عباده، {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}[الشورى: ٢٧].
  {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} قد جعلنا لما ترك الوالدان والأقربون ورثة يرثونهم، فكل واحد يأخذ نصيبه، والموالي هم الورثة.
= مع أنه لا يظن تحريمه ولا يعلمه: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»، «المؤمنون وقافون عند الشبهات»، فهذا هو ما دعا إلى ترك التعويل على المفهوم.
سؤال: قد يقال: يقتضي القول بأن الصغائر الخطأ والنسيان إخلاء الآية من المعنى بحسب الظاهر؛ إذ تكفير الخطأ والنسيان غير مشروط بشيء في قوله: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ...}، فما رأيكم؟
الجواب: الأمر كما ذكرتم، والذي ظهر لي - والله أعلم - وجه وجيه يمكن حمل الآية عليه هو: أن المعنى المراد إن تجتنبوا كبائر الذنوب في المستقبل وتستقيموا على اجتنابها، نكفر عنكم ما مضى من ذنوبكم، وفي هذا الوجه السلامة من الإشكالات الواردة على الآية.
(١) سؤال: يقال: ظاهر الآية فيما يسمى بـ «السعاية» لقوله: «مما اكتسبوا»، فكيف؟
الجواب: فضل الله تعالى بعض الناس على بعض في المواريث وفي غيرها، فنهى الله تعالى المؤمنين عن الطمع فيما أعطاه الله تعالى لعباده من الزيادة في الحظوظ والأرزاق.