محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 310 - الجزء 1

  {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} هذه الآية كان حكمها في أول الإسلام، ثم نسخت بعد ذلك، كان الرجل يتعاقد مع الرجل على أن ينصر كل واحد منهما الآخر ويرثه؛ فأمر الله أن يوفوا بهذا العقد على ما اتفقوا عليه، وقد نسخت هذه، وذلك لأن المسلمين في أول الإسلام كانوا في حاجة إلى هذا التحالف والمؤاخاة لكثرة أعدائهم؛ فأمرهم النبي ÷ بأن يتآخوا ويتناصروا.

  {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا ٣٣} فهو شاهد ومراقب لكل أحد، فينبغي أن يُعْطَى كل وارث نصيبه، وأوفوا الذين عاقدتم بما عاقدتموهم عليه، وهذا قبل أن تنسخ شرعية هذه الآية.

  {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} الرجال هم الولاة على النساء، فقد جعل الله لهم سلطاناً وولاية على النساء بسبب أن الله فضل الرجال على النساء في خلقهم وطبعهم وجبلتهم.

  {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} وبسبب ما أنفقوا من أموالهم على النساء، فقد فضلهم الله بسبب هاتين الخصلتين لما آتاهم الله من القوة وزيادة العقل، والقدرة على تدبير الأمور، وغيرها كثير.

  {فَالصَّالِحَاتُ} النساء الصالحات⁣(⁣١).

  {قَانِتَاتٌ} يعني مطيعات لأزواجهن.

  {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} يحفظن أزواجهن إذا غابوا؛ فالزوجة تحفظ نفسها أولاً، وتحفظ مال زوجها، وبيته، وأولاده؛ فهذه صفة الصالحات.

  {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} خطاب للأزواج، وإرشاد لهم إلى الأساليب التي يعالج بها الأزواج زوجاتهم إذا تمردن عن طاعتهم، وعن القيام بحقوقهم؛ فأول


(١) سؤال: ما موضع جملة: «فالصالحات ... إلخ»؟

الجواب: جملة: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ ...} لا محل لها من الإعراب مستأنفة للتفريع على ما قبلها.