سورة النساء
  الأساليب هو أن يعظ الزوج زوجته، فقال سبحانه: {فَعِظُوهُنَّ} أي: ذكروهن بالله، وبما أمرهن الله به من طاعة الأزواج.
  {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} إذا لم ينفع الوعظ فيهن فاهجروهن، فلعل ذلك يردعهن ويردهن إلى الصواب وطاعة الزوج، وهذا هو الأسلوب الثاني، ثم قال تعالى مبيناً الأسلوب الثالث: {وَاضْرِبُوهُنَّ} فآخر الدواء الكي إن لم ينفع ما سبق والمراد بالضرب ضرب التأديب، وهو معروف(١).
  {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} فإن رجعت المرأة إلى طاعة الزوج، وقامت بحقوقه؛ فلا يجوز له أن يؤذيها بهجران، أو ضرب(٢).
  {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ٣٤} فقدرة الله فوق قدرتكم، فلا تظلموهن فيجازيكم الله على ظلمكم لهن.
  {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} هذا الخطاب لولاة الأمور، وللساعين في الصلح بين الزوجين؛ فإذا رأيتموهما متنافرين فيما بينهما، والعلاقة متوترة بينهما - فابعثوا حكماً من أهله، وحكماً من أهلها ليتدخلوا في القضية، ويصلحوا بينهما.
(١) – سؤال: كيف يكون ضرب التأديب؟ وإلى أي مدى؟
الجواب: ضرب التأديب يكون بالمعروف وعلى حسب معرفة الزوج بعناد الزوجة وشدتها، ويكون الضرب على حسب ذلك بحيث لا يصل شدة الضرب إلى كسر عظم، أو إعاقة عضو أو مفصل، أو يصل تأثيره إلى الأعضاء الداخلية، ويتجنب ضرب الوجه والمواضع الخطيرة، كمؤخر الرأس وأعالي البطن وعلى الكلى والقلب.
(٢) – سؤال: من أي ناحية يصير السبيل بمعنى الهجران أو الضرب؟
الجواب: المعنى: فليس لكم طريق إلى هجرهن وضربهن أي: ليس لكم إذن من الله في ذلك، فلا تطلبوا لكم طريقاً لضربهن، أي: ما دامت الزوجة مطيعة لزوجها فلن يجد مبرراً لهجرانها وضربها.