سورة النساء
  {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} إذا كان الحكمان ساعيين للصلح بنية سليمة وصحيحة - فسيوفق الله بينهما، وهذا وعد من الله إذا أخلص الحكمان النية؛ فإن الله سيوفق ويؤلف بسببهما بين الزوجين.
  {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ٣٥} فهو الذي خلق الرجل والمرأة، وهو عالم بما يصلحهما، وبما يفرق بينهما.
  {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} أخلصوا له العبادة وحده، ولا تشركوا معه أحداً، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}(١) فلا بد من طاعتهما، والإحسان إليهما، وفي إقران الله تعالى الوالدين بعبادته دلالة على عظيم حقهما.
  {وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} أمر الله بتعهد هؤلاء أيضاً بالإحسان والصلات والبر.
  {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} للجار حق سواء قربت داره من دارك أم بعدت(٢)، وسواء أكان قريب النسب أم بعيداً(٣).
  {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} زميلك إما في السفر، أو في عمل، أو في تجارة، أو نحو ذلك - فله حق زائد على غيره، وقد أمر الله بالإحسان إليه.
  {وَابْنِ السَّبِيلِ} عابر السبيل.
(١) – سؤال: بماذا تعلق قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؟
الجواب: تعلق بفعل محذوف تقديره: وأحسنوا.
(٢) – سؤال: أشكل علينا كونه جاراً مع بعد داره، فكيف؟
الجواب: للبعد حدود متعارف عليها، فأهل القرى الصغيرة يعتبرون متجاورين، وأهل الحارات في المدن الذين يجمعهم مسجد واحد يعتبرون جيراناً، وعلى الجملة يكون الجوار حسب العرف، والله أعلم.
(٣) – سؤال: هل تقصدون أنها تحتمل معنيين: القرب في النسب، والقرب في الدار؟
الجواب: يحمل اللفظ على المعنيين، ويفسر بهما جميعاً.