سورة النساء
  {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ١٤٩} فهو عالم بما في قلوبكم وسيحاسبكم، ومن تكلم بكلمة الكفر وهو مكره - فالله عالم بما في قلبه ومطلع عليه.
  {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١٥٠ أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ١٥١}(١) أهل هذه الصفة هم اليهود آمنوا بموسى، وكفروا بعيسى ومحمد ÷، وهم بذلك يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله بإيمانهم ببعض وكفرهم ببعض، ويريدون أن يتخذوا ديناً وسطاً، وهذا لا يصح، وإنما الواجب الإيمان بكل أنبياء الله ورسله وكل كتبه، وهؤلاء الذين هذه صفاتهم كفار خالصون، لا ينفعهم الإيمان ببعض الأنبياء مع كفرهم بالبعض الآخر.
  {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} بل آمنوا بهم جميعاً بخلاف إيمان أولئك، {أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ١٥٢} ثواب الله ورضوانه خاص بمن آمن بالله وبجميع أنبيائه ورسله، ولم يكفروا بأي منهم.
  {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ} سأل اليهود النبي ÷ أن ينزل عليهم كتاباً من السماء خاصاً بهم؛ تعنتاً منهم، وتمرداً على الله.
(١) سؤال: هل في هذه الآية رد على من قال بأن من اليهود من سيدخل الجنة إذا كان مؤمناً بالله استناداً إلى نحو: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ...} إلخ الآية من سورة البقرة [البقرة: ٦٢]؟
الجواب: نعم، فيها رد صريح واضح؛ لأن اليهود فرقوا بين الله ورسله، فآمنوا بالله وكفروا بعيسى ومحمد ª وسلامه وآمنوا ببعض الرسل وبعض الكتب، وكفروا ببعض الرسل وبعض الكتب.