محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 383 - الجزء 1

  {وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا ١٥٣} أعطاه الله حجة ظاهرة⁣(⁣١)، ومعجزة قوية.

  {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ}⁣(⁣٢) رفع الله الجبل فوق اليهود حين تمردوا عن أحكام التوراة؛ لأجل أن يأخذوا الميثاق، وهو أن يعملوا بأحكام التوراة، فلم يعملوا بها إلا حين رفع الله الجبل فوقهم كأنه ظلة أي: مثل المظلة فوقهم لأجل أن يعاهدوا ويعملوا بالتوراة، وهذا من شدة تمردهم على الله وعتوهم. أخبر الله النبي ÷ أن تمرد اليهود قديم، وأنهم متمردون من عهد موسى #.

  {وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} أمرهم الله تعالى أن يدخلوا الباب وهم ساجدون لله شاكرون له مستشعرين منّة الله عليهم ونعمته العظيمة التي أعطاهم فعصوا عند ذلك، وخالفوا عند دخولهم.

  {وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}⁣(⁣٣) نهاهم الله تعالى عن الاعتداء في السبت ولكنهم عصوا واعتدوا.

  {وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ١٥٤} أي: عهداً وأيماناً مؤكدة وهي التي أخذها عليهم حين رفع فوقهم الطور فلم يفوا بها ونكثوا وعصوا.

  يعدد الله على اليهود أفعالهم، وأخبر أنه جازاهم بسبب كثرة تمردهم فذكر تعالى بعضاً من ذلك فقال:


(١) – سؤال: ما هي الحجة التي أعطاها الله موسى؟

الجواب: أعطاه الله تعالى تسع آيات بينات أعظمها العصا واليد، ويحتمل أن يفسر السلطان بما جعله الله تعالى من التسلط على بني إسرائيل، مثل قوله تعالى: {فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}⁣[الإسراء: ٣٣].

(٢) – سؤال: هل الباء سببية في قوله: {بِمِيثَاقِهِمْ

الجواب: الباء سببية أي: بسبب ميثاقهم ليلتزموه فلا ينقضوه.

(٣) – سؤال: ما هو الاعتداء الذي نهوا عنه؟

الجواب: نهاهم الله عن الصيد للسمك يوم السبت، فاعتدوا ولم ينتهوا.