محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 386 - الجزء 1

  فيشهد أنه بين لهم حجة الله وبلغهم رسالته وتلا عليهم آياته، وأنهم عرفوها وتحققوها وتمردوا وكفروا وأصروا على التكذيب.

  {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا} بسبب ظلمهم ومعاصيهم تلك التي عددها الله تعالى.

  {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ}⁣(⁣١) حرمنا عليهم أشياء كانت حلالاً لهم.

  {وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ١٦٠} وبسبب صدهم عن سبيل الله.

  {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}⁣(⁣٢) بسبب أفعالهم هذه، وكانوا كلما عصوا معصية حرم الله عليهم شيئاً، وكان الله تعالى يبعث إليهم نبياً بعد نبي.

  {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦١⁣(⁣٣) لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ


(١) سؤال: ما هي الطيبات التي حرمت عليهم؟

الجواب: ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنه حرم على بني إسرائيل كل ذي ظفر، وشحوم البقر والغنم إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم، وحرم عليهم الصيد في يوم السبت، فهذا بعض ما حرمه الله عليهم، ولعل هناك طيبات حرمها الله عليهم غير ذلك، والله أعلم.

(٢) سؤال: ما صور أكلهم لأموال الناس بالباطل؟

الجواب: كانوا يأكلون الرشوة والثمن على تحريف أحكام التوراة وعلى كتمانها وعلى تغييرها {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ٧٩}⁣[البقرة]، وكانوا يستحلون أموال العرب: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}⁣[آل عمران: ٧٥]، هذه بعض الصور التي تحدثت عن أكلهم أموال الناس بالباطل.

(٣) سؤال: لماذا قال: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ ...} أوليس المتحدث عنهم كافرين جميعاً؟

الجواب: تحدث الله تعالى عن أهل الكتاب جملة فقال: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ...}⁣[النساء: ١٥٣]، ثم ساق إلى أن وصل عند هذه الآية فقال: {وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦١} فالذين سألوا هم بعض أهل الكتاب، فالوعيد هو للذين سألوا هم ومن تابعهم وشايعهم وصف في صفهم، دون من آمن بالله ورسوله النبي الأمي ÷؛ لذلك استدركهم الله =