محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 387 - الجزء 1

  وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ⁣(⁣١) الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ١٦٢} لا زال من اليهود قلة قليلة كعبدالله بن سلام وعدة من أهل التوراة في عهد النبي ÷ آمنوا بالله وصدقوا بالنبي ÷ وما جاء به وهم الراسخون في العلم من أهل الكتاب فلم يتعنتوا ولم يتمردوا بل آمنوا وصدقوا وقد وعدهم الله هم والمؤمنين الذين آمنوا من المهاجرين والأنصار وغيرهم أجراً عظيماً على إيمانهم وتصديقهم بما أنزل الله إلى النبي ÷ وبما أنزل الله تعالى على من قبله وعلى إقامتهم للصلاة وإيتائهم للزكاة وإيمانهم بالله وباليوم الآخر.

  {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} أوحينا إليك يا محمد كما أوحينا إلى من قبلك من الأنبياء، ونبوتك لا غموض يعتريها، ولا عذر لأحد في جهلها؛ إذ حجتك واضحة ونيرة، وعدم إيمان اليهود والنصارى وغيرهم؛ ليس لأجل غموض فيها أو خفاء في حجتها ودلائل صحتها.

  {وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ١٦٣ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا⁣(⁣٢) لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} وأعطاه من الآيات الواضحة والحجج مثل ما أعطاهم، وفي قوله: {وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا ١٦٣} أشاد الله تعالى بفضل نبيه داود #، وفضل كتابه المنزل عليه وهو الزبور.


= فقال: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ...}.

(١) سؤال: علام نصب «المقيمين»؟

الجواب: نصب على المدح، أي: أمدح المقيمين الصلاة، ونصبت على المدح من أجل التنبيه على أن لهم مزية زائدة وشأناً رفيعاً.

(٢) سؤال: علام نصب قوله: {وَرُسُلًا

الجواب: منصوب بفعل محذوف تقديره: وأرسلنا رسلاً.