سورة النساء
  {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤} وقد فضل الله تعالى نبيه موسى # بالتكليم، فسمع كلام الله تعالى من غير واسطة جبريل.
  {رُسُلًا(١) مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٦٥} فهم مبشرون ومنذرون بالثواب والعقاب؛ لئلا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة(٢).
  {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ} إذا أبى المشركون الإيمان بك، وتمردوا عليك، وكذلك اليهود والنصارى؛ فإذا لم يشهد لك هؤلاء - فالله سيشهد لك بالنبوة والرسالة، وبأن ما جئت به حق وصدق من عند الله.
  {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ(٣) وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ١٦٦} وسوف تشهد
(١) سؤال: علام نصب {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ}؟
الجواب: منصوب بفعل محذوف تقديره: أمدح.
(٢) سؤال: هل الحجة هي قولهم: لم ترسل إلينا رسولاً؟
الجواب: أرسل الله تعالى الرسل À إلى أقوامهم ليخبروهم أنهم قد استحقوا العذاب بما هم عليه من أعمال الكفر والفسوق والظلم والطغيان، ولينذروهم أنهم إن أصروا على ما هم عليه، ولم يتوبوا بالعذاب العظيم في نار جهنم خالدين فيها أبداً، فلو أن الله تعالى لم يرسل إليهم الرسل لقالوا يوم القيامة: لو أرسلت إلينا رسولاً لينذرنا بالعذاب الخالد على ما كنا فيه من الكفر والفسوق لتركناه ولتبنا وأطعنا، فهذه هي الحجة التي سيحتجون بها لو لم يرسل الله رسله إلى المجرمين.
(٣) سؤال: ما معنى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} فللأشاعرة مجال في الاستدلال بها؟
الجواب: استدلت الأشاعرة بهذه الآية على أن العلم - أي علم الله - معنى غير الله، وأعربوا «أنزله بعلمه» من إعراب «كتبت بالقلم» فجعلوا علمه آلة للإنزال كما أن القلم آلة للكتابة. قلنا: يمكننا أن نعرب الباء للمصاحبة فيكون المعنى: أنزله متلبساً بعلمه أو مصاحباً لعلمه أي لمعلوماته الحقة، فالقرآن الكريم هو معلومات الله، ويمكننا أن نقول: إن الباء بمعنى «من» أي: أنزله من علمه، أي من الكتاب المكنون الذي كتبت فيه معلومات الله الذي =