سورة النساء
  لك الملائكة بأنك نبي، وأنك رسول من عند الله، وأن دعوتك هي دعوة الحق، ويكفيك شهادة الله عن كل شهادة.
  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ١٦٧} إن الكافرين الصادين عن الدين الحق قد أوغلوا في الضلال، وابتعدوا عن الحق؛ لذلك فرجوعهم إلى الإسلام ودين الحق بعيد، فلا تطمع يا محمد في إيمانهم.
  وصدهم عن سبيل الله هو منع الناس عن الإيمان، وعن سماع القرآن والحجج، ومحاصرتهم لرسول الله ÷ الحصار الشديد في مكة، وكانوا يقفون في طريق الحجاج يحذرونهم محمداً، وعن القرب منه وأنه يفرق بين الأب وابنه، وأنه يسفه أديانكم، وغير ذلك مما ينفرهم عنه، ويعرضون عن الاستماع له، وإذا رأوه هربوا منه لئلا يقابلوه.
  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} فهم من أهل عذاب الله، بعيدون عن مغفرته، {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ١٦٨ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ(١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ١٦٩} لا يوفق الله الكافرين والظالمين ولا يمدهم بأنوار التسديد والتوفيق؛ لأنهم لا يستحقون المعونة من الله.
  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا(٢) لَكُمْ} الإيمان بالرسول ÷، وبما جاء به من الحق الواضح خير لكم أيها الناس من التمرد والكفر.
= وصفه الله تعالى بأنه {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ٧٩}[الواقعة]، وعلى الجملة فللباء معان كثيرة، وليس هناك قرينة على أن الباء في الآية للآلة أو الاستعانة بل هي مترددة بين ما ذكرت الأشاعرة وبين ما ذكرنا؛ لذلك يبطل استدلالهم بها؛ للإجمال والتردد الذي ذكرنا.
(١) سؤال: هل الاستثناء متصل أم منقطع؟
الجواب: الاستثناء متصل على أن ذلك في يوم القيامة.
(٢) سؤال: علام نصب قوله «خيراً»؟
الجواب: نصبت على أنها خبر لكان محذوفة هي واسمها، والتقدير: يكن الإيمان خيراً لكم.