محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 465 - الجزء 1

  {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٨٩}⁣(⁣١) والمراد به شكر الله على ما عرَّفنا من كيفية التخلص من الذنوب؛ لأن الحلف على شيء والحنث فيه ذنب، والكفارة تجبر هذا الذنب.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٩٠}⁣(⁣٢) وهي آخر آية نزلت في الخمر، وقد نزل قبلها آية في سورة البقرة وآية في سورة النساء.

  والميسر: القمار⁣(⁣٣). والأنصاب: هي التي يذبحون فوقها لأصنامهم⁣(⁣٤)،


(١) سؤال: ما إعراب: {كَذَلِكَ

الجواب: هو في الأصل صفة لمفعول مطلق تقديره: يبين الله لكم آياته تبييناً مثل ذلك التبيين «كذلك التبيين»، فحذف تبييناً ونابت صفته {كَذَلِكَ} منابه.

(٢) سؤال: ما معنى قوله: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}؟ ولماذا نسبها إلى الشيطان؟

الجواب: صور الله تعالى لعباده الخمر والميسر والأنصاب والأزلام بصورة ذلك المستقذر النجس الذي تنفر عنه وعن مقاربته والدنو منه النفوس أشد النفار، ثم أخبر ثانياً عنه بعد تصويره بتلك الصورة أنه من عمل الشيطان الذي تقرر عندكم وعند الناس جميعاً أن عمله كله شر، ولا يدعو إلا إلى الشر، وكل ذلك لينفر المؤمنين عن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام وعن مقاربتها والدنو منها، والابتعاد عنها. ونسبها إلى الشيطان لأنه يدعو إليها.

(٣) سؤال: هل هناك ضابط للقمار؟

الجواب: في التاج: وضابطه: كل لعب يشترط فيه أن يأخذ الغالب من المغلوب شيئاً ذا قيمة، سواء كان بالورق أو بغيره.

(٤) سؤال: ما وجه تحريم الأنصاب إذا كانت هي التي يذبح عليها فقط؟ أتعظيمها أم ماذا؟ وهل يصح حملها على الأصنام نفسها؟

الجواب: في المصابيح: والأنصاب حجارة منصوبة يذبحون عليها تقرباً إليها، واحدها نصب، وقيل: هي الأصنام المنصوبة للعبادة، وفي هذا ما يفيد الجواب على ما تضمنه السؤال.