سورة المائدة
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} نهي من الله للمحرم بحج أو عمرة أو من كان داخل الحرم عن قتل الصيد.
  {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ}(١) يلزمه جزاء ويكون جزاؤه أن يذبح مثل ما قتله من البقر أو من الإبل أو الغنم؛ فإذا كانت نعامة فجزاءه جمل، وإن كان بقراً وحشياً أو حماراً وحشياً فجزاؤه بقرة، وإن كان غزالاً فشاة.
  {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}(٢) يحكم بالجزاء اثنان من أهل العدل.
(١) سؤال: ما معنى قوله: {مُتَعَمِّدًا}؟ وهل قول أصحابنا: «ولو ناسياً لإحرامه» مستقيم مع هذا الظاهر؟
الجواب: معنى «متعمداً» قاصداً لقتله عازماً عليه وناوياً له، وقول أصحابنا مستقيم لأن من قصد قتل الصيد فقتله وهو ناس أنه محرم يكون متعمداً لقتله، ونسيانه لإحرامه لا يخرجه عن كونه متعمداً.
سؤال: ما الوجه في مجيء الفاء في جواب الشرط {فَجَزَاءٌ}؟ وما مسوغ الابتداء بالنكرة {فَجَزَاءٌ}؟ وهل الخبر محذوف فما إعراب {مِثْلُ}؟ أم أنه الخبر؟ وبماذا تعلق قوله: {مِنَ النَّعَمِ}؟
الجواب: الوجه في مجيء الفاء في جواب الشرط هو لأجل الربط بين الشرط والجزاء، و «جزاء» مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير: فعليه جزاء، والمسوغ هو تقدير تقديم المبتدأ، ووصفه بـ «مثل» الذي بعده، و «من النعم» جار ومجرور متعلق بمحذوف يكون تمييزاً للإبهام في «مثل» أو حالاً من ضمير المفعول المقدر العائد إلى «ما».
(٢) سؤال: من أين أخذ أننا نعمل بما حكم به السلف؟ وما محل جملة: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}؟
الجواب: أخذ من قوله تعالى: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}، فإن ذلك يقتضي وجوب العمل بحكمهم في حقنا وحق قاتل الصيد الذي حكم السلف عليه؛ لأن حكمهم كان في تعيين المثلية، أما وجوبه على الشخص القاتل للصيد فهو واجب عليه بحكم الله، وجملة: {يَحْكُمُ بِهِ} صفة ثانية لجزاء.