سورة المائدة
  {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}(١) يكون هدية للكعبة، أي: يذهب بها أو يرسل بها إلى الحرم، ويأكلها الفقراء في مكة، ولا يلزم في منى إلا إذا كان في الحج: فقيل: في منى، وذكر سيدي مجدالدين في منسكه: أن الحرم محله سواء كان في الحج أو في العمرة.
  {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ}(٢) فبدل الجمل يطعم مائة مسكين وبدل الشاة عشرة وبدل البقرة سبعين.
  {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}(٣) فبدل إطعام مائة مسكين يصوم مائة يوم، وهكذا.
  {لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} ليذوق عاقبة عصيانه بقتله للصيد.
  {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} فما مضى مما تصيدتم وقتلتم عفا الله عنكم.
  {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ٩٥}(٤) ومن عاد إلى قتله بعد بيان تحريمه فسينتقم الله منه.
(١) سؤال: ما إعراب {هَدْيًا} بالتفصيل؟
الجواب: {هَدْيًا}: حال من جزاء لتخصصه بالوصف، أو مفعول مطلق لمحذوف أي: يهديه هدياً، وتكون الجملة صفةً ثالثة لجزاء، أو حالاً منه لتخصيصه بالوصف.
سؤال: هل يؤخذ من قوله: {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} أن فضيلة الحرم المحرم كفضل الكعبة حيث أجمعوا على جواز ذبحه في الحرم؟
الجواب: قد يؤخذ منها ذلك؛ لأن تسمية الحرم المحرم باسم الكعبة يشير إلى فضل الحرم المحرم، ومشاركة فضله لفضل الكعبة.
(٢) سؤال: علام عطف: {أَوْ كَفَّارَةٌ}؟ وما إعراب: {طَعَامُ مَسَاكِينَ}؟
الجواب: {أَوْ كَفَّارَةٌ} معطوف على جزاء، و {طَعَامُ مَسَاكِينَ} بدل من كفارة.
(٣) سؤال: لماذا لم يرفع: {صِيَامًا} مثل {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ}؟
الجواب: لم يرفعه لأنه وقع تمييزاً لـ {عَدْلُ ذَلِكَ}.
(٤) سؤال: لماذا اتصلت الفاء مع أنه مضارع في {فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ}؟
الجواب: قال أهل النحو: إن الفاء دخلت هنا لأن التقدير فهو ينتقم الله منه، فيكون دخول الفاء لأن الجملة اسمية، ومثل هذه الآية قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ}[البقرة: ١٢٦]، وقوله تعالى: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ١٣}[الجن]. والسر الذي دخلت الفاء =