محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 469 - الجزء 1

  {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}⁣(⁣١) يكون هدية للكعبة، أي: يذهب بها أو يرسل بها إلى الحرم، ويأكلها الفقراء في مكة، ولا يلزم في منى إلا إذا كان في الحج: فقيل: في منى، وذكر سيدي مجدالدين في منسكه: أن الحرم محله سواء كان في الحج أو في العمرة.

  {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ}⁣(⁣٢) فبدل الجمل يطعم مائة مسكين وبدل الشاة عشرة وبدل البقرة سبعين.

  {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}⁣(⁣٣) فبدل إطعام مائة مسكين يصوم مائة يوم، وهكذا.

  {لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} ليذوق عاقبة عصيانه بقتله للصيد.

  {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ} فما مضى مما تصيدتم وقتلتم عفا الله عنكم.

  {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ٩٥}⁣(⁣٤) ومن عاد إلى قتله بعد بيان تحريمه فسينتقم الله منه.


(١) سؤال: ما إعراب {هَدْيًا} بالتفصيل؟

الجواب: {هَدْيًا}: حال من جزاء لتخصصه بالوصف، أو مفعول مطلق لمحذوف أي: يهديه هدياً، وتكون الجملة صفةً ثالثة لجزاء، أو حالاً منه لتخصيصه بالوصف.

سؤال: هل يؤخذ من قوله: {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} أن فضيلة الحرم المحرم كفضل الكعبة حيث أجمعوا على جواز ذبحه في الحرم؟

الجواب: قد يؤخذ منها ذلك؛ لأن تسمية الحرم المحرم باسم الكعبة يشير إلى فضل الحرم المحرم، ومشاركة فضله لفضل الكعبة.

(٢) سؤال: علام عطف: {أَوْ كَفَّارَةٌ}؟ وما إعراب: {طَعَامُ مَسَاكِينَ

الجواب: {أَوْ كَفَّارَةٌ} معطوف على جزاء، و {طَعَامُ مَسَاكِينَ} بدل من كفارة.

(٣) سؤال: لماذا لم يرفع: {صِيَامًا} مثل {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ

الجواب: لم يرفعه لأنه وقع تمييزاً لـ {عَدْلُ ذَلِكَ}.

(٤) سؤال: لماذا اتصلت الفاء مع أنه مضارع في {فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ

الجواب: قال أهل النحو: إن الفاء دخلت هنا لأن التقدير فهو ينتقم الله منه، فيكون دخول الفاء لأن الجملة اسمية، ومثل هذه الآية قوله تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ}⁣[البقرة: ١٢٦]، وقوله تعالى: {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ١٣}⁣[الجن]. والسر الذي دخلت الفاء =