محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 470 - الجزء 1

  {أُحِلَّ لَكُمْ⁣(⁣١) صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ}⁣(⁣٢) صيد البحر حلال لكم أيها المحرمون فتصيدوه وكلوه وتزودوا منه في سفركم.

  {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}⁣(⁣٣) أما صيد البر فهو محرم عليكم ما


= هنا من أجله هو - والله أعلم - لتفيد أن قتل العائد للصيد نقمة من الله بسبب عصيانه لله من قَبْلِ قتله للصيد، فسلبه الله تعالى الألطاف والتنوير، وخلى بينه وبين الصيد، ومكنه من قتله، {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣}⁣[النور].

هذا، ودلالة الفاء على ما ذكرنا من حيث أنها تدل على أن هناك اسماً مقدراً بعدها، تقديره فهو ينتقم الله منه، فالجملة حينئذ اسمية، فتدل على أن انتقام الله تعالى من العائد إلى قتل الصيد ثابت من قبل عودته للصيد ومن بعده.

سؤال: هل في الآية توكيد لما في الآية السابقة {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٩٤

الجواب: نعم في هذه الآية تأكيد للوعيد السابق، وسبب ذلك - والله أعلم - أن الناس كانوا ذوي هواية للصيد، ورغبة وميول كبير إلى هذه الهواية، فنهاهم الله عن الصيد وقت الإحرام، وكرر التهديد بالوعيد والنقمة ممن يعتدي على الصيد بعد النهي.

(١) سؤال: هل هذا متعلَّقٌ لقوله: {مَا دُمْتُمْ حُرُمًا}؟ ولماذا عطف «طعامه» على صيده هل لأنه غيره؟ وما إعراب قوله: {مَتَاعًا

الجواب: ليس قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ ...} متعلقاً بقوله: {مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} فحل صيد البحر على الإطلاق. وعطف «طعامه» على صيده لأنه مغاير له في الصفة، فصيده: هو ما اصطيد بحيلة، وطعامه: ما قذف به البحر أو نضب عنه الماء فأُخِذ بغير تعب، وقيل: إن طعامه هو الذي يملّح ويجفف. و {مَتَاعًا}: مفعول من أجله.

(٢) سؤال: ما معنى «السيارة» لغة؟

الجواب: السيارة جمع سيار باعتبار الجماعة: القوم المسافرون.

(٣) سؤال: هل الأولى أن يحمل قوله: {مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} على: داخلين في الحرم، لا في الإحرام =