سورة المائدة
  دمتم محرمين، وكذلك أكله ولو قتله غيركم(١)، وأما العسل فليس صيداً، وله أخذه وهو المذهب، وأما النحل فهي صيد فلا يصح تصيدها، وأما البيض فيلحق بالصيد.
  {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٩٦} فلا تخالفوا أوامره.
  {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ(٢) قِيَامًا لِلنَّاسِ(٣) وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ}(٤) جعل الله الكعبة التي هي البيت الحرام الذي يطوف الناس حوله قياماً للناس تقوم عليه مصالح دينهم ودنياهم.
= لأجل المقابلة مع قوله: {صَيْدُ الْبَحْرِ} ويكون قوله: {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} في الآية السابقة خاصاً بالإحرام بالحج والعمرة؟
الجواب: لا مانع من ذلك للسلامة من التكرير، ولا مانع أيضاً من حملها على ما ذكرنا من المعنيين أي: وأنتم محرمون بحج أو عمرة أو داخلون في الحرم.
(١) سؤال: من أين نأخذ تحريم أكله من الآية؟
الجواب: نأخذ التحريم من عموم المقتضي، أي: حرم عليكم أكله، وبيعه، وشراؤه، وقتله، وطرده، وتنفيره، و ... إلخ.
(٢) سؤال: هل {الْبَيْتَ الْحَرَامَ} بدلٌ فيؤخذ منه أن لا فضل للحرم المحرم، وأن الفضل للكعبة وحدها، وهذا مخالف لما قدمناه في {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} فكيف؟
الجواب: {الْبَيْتَ الْحَرَامَ} بدل أو عطف بيان من الكعبة، جيء به للمدح والتعظيم لا للتخصيص بدليل ما تقدم في {بَالِغَ الْكَعْبَةِ}.
(٣) سؤال: أوضحوا لنا معنى {قِيَامًا لِلنَّاسِ} فلا زال يشكل علينا: «تقوم عليه مصالح دينهم ودنياهم»؟
الجواب: معنى «قياماً» صلاحاً للناس، أي: مكان صلاح للناس لما يحصل فيه من المصالح الدينية والدنيوية.
(٤) سؤال: من فضلكم كيف يكون الهدي والقلائد قياماً للناس؟
الجواب: كانت قياماً للناس من انتفاع الناس بلحومها ودهونها، حيث أن الناس يشبعون هناك من اللحم والشحم عدة أيام، وقد يتزودون من قديد اللحم فإنهم كانوا يشرقون اللحم في منى على الصخور حتى ييبس ثم يخزنونه ويأكلونه في المستقبل، أما المصالح الدينية فلما يعطيه الله تعالى من الأجر العظيم لمن أهدى وقلد، ولغير ذلك من المصالح.