محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 473 - الجزء 1

  عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ١٠١} كان بعض المسلمين يسأل النبي ÷ سؤال تعنت، ويسألون عن أشياء لا شأن لهم بها، كما ورد أنه كان بعضهم يسأل النبي ÷ عن أبيه من هو؟ لأن نكاحهم كان نكاح جاهلية، وقد تكون أمه جاءت به من رجل غير الذي يدعى هذا السائل إليه؛ فالإسلام يريد الستر عليه، وهو يريد أن يكشف أمر المستور⁣(⁣١).

  {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ١٠٢} اقترحوا على أنبيائهم أحكاماً، ثم كفروا ولم يعملوا بها، والنبي ÷ يريد أن ينتظروا إلى أن ينزل القرآن فيشرع لهم أحكاماً يعملون بها، ويتركوا الاقتراحات في تكاليف دينهم؛ لأن في ذلك حرجاً عليهم.

  {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ١٠٣}⁣(⁣٢) نزلت هذه الآية


(١) سؤال: ولكن لم يظهر لنا معنى تتمة الآية: {وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا ...} إلخ فأوضحوه أيدكم الله؟

الجواب: كانت السؤالات الموجهة إلى النبي ÷ نوعين:

- نوع لا يجوز إطلاقاً، وهو ما لا ينبغي أن يجيء في القرآن والسنة، نحو سؤال أحدهم للنبي ÷: مَنْ أبي يا رسول الله؟

- ونوع منها يجوز، ولكن جوازه مشروط بأن يكون قد نزل القرآن في موضوع السؤال إلا أن السائل لم يفهم كيفية الحكم، نحو سؤالهم عن كيفية الصلاة على النبي ÷ بعد نزول القرآن بالأمر بها.

سؤال: ما المعفو عنه في قوله: {عَفَا اللَّهُ عَنْهَا} هل الأسئلة أو الأشياء؟ وهل معناها تركها عفواً عنها؟

الجواب: المعفو عنه هي الأسئلة التي صدرت منهم قبل النهي، والمعنى أن الله تعالى ترك مؤاخذتهم عليها وغفرها لهم.

(٢) سؤال: هل قوله: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ} يعني: ما شرعها؟

الجواب: معنى الآية: ما شرع الله البحيرة و ... إلخ، ولكن المشركين هم الذين شرعوا ذلك من عند أنفسهم، ثم ادعوا أن الله تعالى هو الذي شرع ذلك.