محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 474 - الجزء 1

  رداً على المشركين وهي خاصة في بهائم الأنعام، فقالوا: هذه لله، فلا يحل لأحد أن يقربها، أو يمنعها من مرعى، أو يحلب منها، أو يركبها، أو يحمل عليها.

  والبحيرة: فهي الناقة من الإبل، كانت إذا ولدت خمسة أبطن، فنُتِجَتْ الخامس سَقْبًا - وهو الذكر - ذبحوه فأهدوه للذين يقومون على آلهتهم، وإن كانت أنثى استبقوها، وغذوها، وشرموا أذنها، وسموها بحيرة.

  والسائبة: فهي من الإبل، كان الرجل منهم إذا مرض فشفي، أو سافر فوصل أو سأل شيئا فأُعطي - سَيَّبَ من إبله ما أراد أن يُسَيِّبَهُ؛ شكراً لله، ويسميها سائبة، ويخليها تذهب حيث شاءت مثل البحيرة، ولا تمنع من كلأ، ولا حوض ماء، ولا مرعى.

  والوصيلة: فهي من الغنم، كانوا إذا ولدت الشاة خمسة أبطن عندهم، وكان الخامس جَدْيًا - ذبحوه، أو جديين ذبحوهما، وإن ولدت عَناقَين استحيوهما، فإن ولدت عناقا وجديا تركوا الجدي ولم يذبحوه من أجل أخته، وقالوا: قد وصلته؛ فلا يجوز ذبحه من أجلها.

  والحام: فهو الفحل من الإبل، كان إذا ضرب عشر سنين، وضرب ولد ولده في الإبل - قالوا: هذا قد حمى ظهره؛ فيتركونه لما نتج لهم، ويسمونه حامًّا، ويخلون سبيله، فلا يُمنَع أينما ذهب، ويكون مثل البحيرة والسائبة، فلا يجوز في دية، ولا يحمل عليه حمل. فشرائعهم هذه في الأنعام باطلة، وهي كذب وافتراء على الله.

  {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} كانوا⁣(⁣١) إذا قال لهم النبي ÷ تعالوا واستمعوا إلى ما قال الله وما أقول لكم، قالوا: يكفينا ما وجدنا عليه آباءنا من الدين.


(١) سؤال: هل المراد الذين شرعوا البحيرة؟

الجواب: هم المرادون بذلك.