محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 475 - الجزء 1

  {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ١٠٤}⁣(⁣١) كان المشركون مصرين على اتباع دين آبائهم وأجدادهم ولو كانوا من أهل الجهل تعصباً منهم لهم.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٢) أنتم مكلفون بأنفسكم.

  {لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فوثقوا صلتكم بالله والتزموا بطاعته، ولا بأس عليكم ولو ضل أهل السماوات والأرض.

  {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} سترجعون جميعاً إلى الله يوم القيامة وسيحكم بينكم بالحق، وقد روي في تفسير هذه الآية عن النبي ÷ أنه قال: «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيتم شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة فعليك بنفسك ودع عنك العوام»⁣(⁣٣).

  {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٠٥} وسوف يجازي كل واحد بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وهذا بعد تبليغهم الحجة وإبلاغ الجهد في الدعوة لهم إلى الهدى⁣(⁣٤)، وبعد هذا لا يضركم من ضل، {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ}⁣[المائدة: ٩٩]، {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}⁣[البقرة: ٢٥٦]، فلا يلزمكم إدخالهم في الدين.


(١) سؤال: هل المراد بالاستفهام هنا الاستنكاري أم ماذا؟

الجواب: هو الاستفهام الاستنكاري التوبيخي.

(٢) سؤال: ما إعراب: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ

الجواب: عليكم: اسم فعل أمر بمعنى الزموا، وأنفسكم: مفعول به منصوب، والفاعل ضمير مستتر.

(٣) سؤال: هل هذا دليل قوي على اشتراط ظن التأثير في الأمر والنهي؟

الجواب: نعم في ذلك دليل على اشتراط ظن التأثير.

(٤) سؤال: هل استفيد هذا من أدلة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن نحو قوله: «لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس»؟

الجواب: نعم استفيد من نحو قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١٠٤].