محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 476 - الجزء 1

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ}⁣(⁣١) اثنان يشهدان على وصيته؛ لأجل أن تنفذ، ولا بد أن يكونا عدلين لتقبل شهادتهما.

  {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ}⁣(⁣٢) اثنان ولو من أهل الكتاب لكن بشرط: إذا كنتم مسافرين، وحضر الموت ولم تجدوا من يشهد من المؤمنين.

  {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ}⁣(⁣٣) يشترط في هذين اللذين من أهل الكتاب أن تقبضوهما بعد صلاة العصر فتحلفوهما.


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب قوله: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}؟ وهل «بينكم» ظرف متصرف أم لا؟ وما إعراب قوله: {حِينَ} و {اثْنَانِ

الجواب: «شهادة» مبتدأ وخبره محذوف تقديره - كما قال صاحب الكشاف -: فيما فرض عليكم شهادة، و «بينكم» ظرف غير متصرف وإنما قد يتوسعون فيه بالإضافة كما هنا، و «حين» ظرف لـ «حضر»، و «اثنان» فاعل «شهادة بينكم».

(٢) سؤال: من أين استفيد أن الشرط {إِنْ أَنْتُمْ} خاص في الشاهدين من أهل الكتاب؟

الجواب: أخذ ذلك من الإجماع والاتفاق على أنه لا يشترط السفر في شهادة ذوي عدل من المسلمين.

سؤال: ومن أين نستفيد أن شهادة أهل الكتاب مشروطة بعدم وجود شاهد من المؤمنين؟

الجواب: يستفاد ذلك من قوة الكلام، فقوله: {إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ} تفيد ذلك، فإن الضرب والسفر في الأرض ولا سيما وقت نزول الآية مظنة لعدم وجود شهداء مسلمين.

(٣) سؤال: ما إعراب جملة {تَحْبِسُونَهُمَا

الجواب: جملة «تحبسونهما» مستأنفة في جواب سؤال مقدر كأنه قيل –كما أفاد في الكشاف -: «فكيف نعمل إن ارتبنا بهما؟».