سورة المائدة
  السؤال ليس لأجله، بل لأجل أتباعه؛ ليعلموا أنهم كانوا على باطل في ادعائهم ربوبيته، {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ}(١) بجبريل.
  {تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}(٢) والكهل يطلق على الرجل من حين بلوغ سن الرابعة والثلاثين، وتعليمه الكتاب المراد به جنس الكتب وهي كتب الأنبياء قبله، وقد خص التوراة والإنجيل لشرفهما وعظمهما، وإلا فقد شملهما اسم الكتاب.
  {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي}(٣) يذكر الله تعالى نبيه عيسى # بما أكرمه
(١) سؤال: هل قوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ} ظرف متعلق باذكر؟ أم لا، فبماذا؟
الجواب: «إذ» بدل من نعمتي، وليس ظرفاً.
(٢) سؤال: ما موضع جملة: {تُكَلِّمُ النَّاسَ}؟ وعلام نصب: {وَكَهْلًا}؟
الجواب: {تُكَلِّمُ النَّاسَ} في محل نصب حال من ضمير المفعول في {أَيَّدْتُكَ} ويصح أن تكون بيانية في جواب سؤال مقدر، ونصب {وَكَهْلًا} بالعطف على محل الجار والمجرور: {فِي الْمَهْدِ}، ومحله النصب على الحالية أي: تكلم الناس طفلاً وكهلاً.
(٣) سؤال: كيف جاز أن ينسب الخلق إلى عيسى #، وهو مما يختص به الباري ø؟
الجواب: المراد بالخلق هنا تصوير الطين، وتقديره: حتى يكون على صورة الطير، وليس المراد به الإيجاد من العدم، وهذا هو الذي فعله عيسى بالإضافة إلى النفخ في الصورة، أما الحياة فهي من الله. وسماه الله خلقاً لأن ما جرى على يد نبيه عيسى معجزة لا يقدر عليها إلا الله تعالى، ونسبت المعجزة «الخلق» إلى عيسى لذلك، أي: لتكون معجزةً له وآيةً على صدقه فيما ادعاه من النبوة والرسالة.
سؤال: كيف كان إبراء الأكمه والأبرص؟
الجواب: لعل ذلك كان بالمسح والغمز مع الدعاء فالآية تقتضي أن عيسى # كان يباشر الأكمه والأبرص بيده ليبرأ؛ لتظهر آية الله التي جعلها للناس في عيسى، فلو لم يكن عيسى # =