محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 485 - الجزء 1

  {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١١٨}⁣(⁣١) فلن تعذب إلا من يستحق، ولن تغفر إلا لمن يستحق المغفرة؛ لأنك عزيز حكيم، وهذا من الحكمة.

  {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١١٩}⁣(⁣٢) وهو يوم القيامة، وفيه يسأل الله الرسل والمرسل إليهم: {فَلَنَسْأَلَنَّ


(١) سؤال: قد يستدل بهذه الآية على أن العبد تحت مشيئة الله تعالى إما أن يعذبه وإما أن يغفر له خصوصاً مع قوله: {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}، ومع ما روي عن النبي ÷ فيما يوافق هذا المعنى، فكيف يكون الرد؟

الجواب: قوله حكاية عن عيسى #: {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١١٨} يدل عند التأمل على أن الله تعالى لا يغفر لمن حق عليه الوعيد، وذلك لقوله: {فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١١٨} ومن شأن العزيز الحكيم أن لا يخلف وعده؛ لأن أفعاله وأحكامه مبنية على الحكمة، مع أنه عزيز قاهر لأهل السماوات والأرض، غالب على أمره، ونصوص القرآن الكريم تفند ما روي فيما ذكر، وهذا مع الإجماع على أن الله لا يغفر للكافرين والآية وردت في النصارى الذين عبدوا عيسى وهم كافرون مشركون.

(٢) سؤال: ما السر في ابتداء هذه الآية وآية (١١٥) بقوله: {قَالَ اللَّهُ}، مع أنه معلوم أنه من قول الله؟

الجواب: هذه الآية وما قبلها جارية على قوانين المحاورة «المقاولة» في اللغة العربية.

سؤال: هل المراد ينفعهم صدقهم في الجواب يوم القيامة على ما يسألون عنه أو ماذا؟

الجواب: المراد صدقهم في الدنيا في إيمانهم واستقامتهم وعملهم الصالح، بمعنى أن يوم القيامة هو يوم الجزاء على الأعمال الصالحة ويوم الوصول إلى الثواب والأجور في جنات النعيم.

سؤال: ما موضع جملة: {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ

الجواب: لا محل لها من الإعراب؛ لأنها بيانية جواب سؤال مقدر.