محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعراف

صفحة 698 - الجزء 1

  {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} اتركوا أولئك الذين يسمون بأسماء الله سبحانه وتعالى غيره من الأصنام، فيميلون⁣(⁣١) بأسمائه إلى غيره.

  {سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٨٠} سوف يجازيهم الله سبحانه وتعالى على أعمالهم هذه، وعلى تسمية غيره بأسمائه.

  {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٨١} من أمة محمد ÷، فإذا اختلفت الأمة وصارت أحزاباً وفرقاً شتى - فلا بد من فرقة بينهم تكون على الحق، وقد بين رسول الله ÷ الفرقة التي مع الحق وتهدي بالحق، وذلك في الحديث المجمع على صحته بين الأمة، حديث الثقلين: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، وكل الأمم كذلك على مر العصور، فلا بد لكل أمة في كل زمان من الاختلاف والتفرق، وفرقة واحدة هي التي تكون على الحق، وبنو إسرائيل كذلك قد اختلفوا، وكان منهم فرقة على الحق كباقي الأمم.

  {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٢}⁣(⁣٢) يقربهم إليه ثم يأخذهم، وذلك بأن يسبغ عليهم نعمه، ويتركهم يسرحون ويمرحون في الأرض ويتمتعون فيها، ألا ترى لو فرت عليك بهيمة من بين بهائمك فإنك تتحيل لها الحيل لكي تمسك بها، فتضع العلف أمام عينيها، وتتلطف لها إلى أن تطمئن وتتمكن منها ثم تأخذها، ويسمى هذا الاستدراج، وليس معنى ذلك في حق الله


(١) سؤال: هل من الميل في أسمائه تغييرها مثل كريم إلى: مكيرمان أو كريمان أو نحوها؟ أم لا؟

الجواب: إذا كان تغييرها مخرجاً لها عن معانيها المقصودة منها فلا يجوز إطلاقها على الله، ويجوز إطلاقها على غيره، ولا يكون ذلك من الإلحاد في أسمائه جل وعلا.

(٢) سؤال: هل مراده بقوله: {مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٢} أنهم لا يتنبهون لذلك؟

الجواب: ذلك هو المراد، يسبل الله تعالى على المكذبين نعمه، ويغدقها عليهم، فلا يحذرون نقمة الله، ولا يتنبهون لما يراد بهم.