محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعراف

صفحة 701 - الجزء 1

  {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} يسألون النبي ÷ متى ستقوم القيامة؟ ومتى سيحين وقتها؟

  {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} فهو وحده يعلم متى وقتها، ولا أحد غيره يعلم ذلك، لا من الملائكة، ولا من البشر، ولا من الجن.

  {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} لن يظهرها إلا الله سبحانه وتعالى وحده. ومعنى «لوقتها»: عند وقتها، وتسمى هذه اللام توقيتية.

  {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} عظم خبرها في أهل السماوات وفي أهل الأرض، وكبر شأنها في نفوسهم، فلا يعلمون من أمرها شيئاً.

  {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}⁣(⁣١) على غير استعداد لها وإنما ستباغتهم.

  {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} يسألونك يا محمد كأنك قد ألححت على الله سبحانه وتعالى حتى أطلعك على أمرها، وكأنك تكثر عليه في السؤال عنها وتتابع أخبارها، ويظنون أن جواب ما يسألون عنه عندك.

  {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٧}⁣(⁣٢) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يخبرهم بأنه لا يعلم من شأنها وأمرها شيئاً، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي قد اختص بعلمها.

  {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً⁣(⁣٣) إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ⁣(⁣٤) وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ


(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَغْتَةً

الجواب: مفعول مطلق لتأتيكم، و «بغتة» نوع من الإتيان.

(٢) سؤال: ما المراد بـ {لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٧

الجواب: المراد لا يعلمون أن الله تعالى لم يطلع أحداً من خلقه على علمها، وأنه وحده اختص بعلمها.

(٣) سؤال: المعروف أن «الضر» بضم الضاد، فلماذا فتحت؟

الجواب: الضَّر بالفتح ضد النفع، والضُّر بالضم الهزال وسوء الحال. اهـ من مختار الصحاح، فعلى هذا هما كلمتان مختلفتان.

(٤) سؤال: ما المراد بقوله: {إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ

الجواب: المراد: إلا ما ملكني ربي سبحانه من النفع فيلهمني ويوفقني لتحصيله.