سورة الأعراف
  {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} يسألون النبي ÷ متى ستقوم القيامة؟ ومتى سيحين وقتها؟
  {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي} فهو وحده يعلم متى وقتها، ولا أحد غيره يعلم ذلك، لا من الملائكة، ولا من البشر، ولا من الجن.
  {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} لن يظهرها إلا الله سبحانه وتعالى وحده. ومعنى «لوقتها»: عند وقتها، وتسمى هذه اللام توقيتية.
  {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} عظم خبرها في أهل السماوات وفي أهل الأرض، وكبر شأنها في نفوسهم، فلا يعلمون من أمرها شيئاً.
  {لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً}(١) على غير استعداد لها وإنما ستباغتهم.
  {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} يسألونك يا محمد كأنك قد ألححت على الله سبحانه وتعالى حتى أطلعك على أمرها، وكأنك تكثر عليه في السؤال عنها وتتابع أخبارها، ويظنون أن جواب ما يسألون عنه عندك.
  {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٧}(٢) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأن يخبرهم بأنه لا يعلم من شأنها وأمرها شيئاً، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي قد اختص بعلمها.
  {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً(٣) إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ(٤) وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {بَغْتَةً}؟
الجواب: مفعول مطلق لتأتيكم، و «بغتة» نوع من الإتيان.
(٢) سؤال: ما المراد بـ {لاَ يَعْلَمُونَ ١٨٧}؟
الجواب: المراد لا يعلمون أن الله تعالى لم يطلع أحداً من خلقه على علمها، وأنه وحده اختص بعلمها.
(٣) سؤال: المعروف أن «الضر» بضم الضاد، فلماذا فتحت؟
الجواب: الضَّر بالفتح ضد النفع، والضُّر بالضم الهزال وسوء الحال. اهـ من مختار الصحاح، فعلى هذا هما كلمتان مختلفتان.
(٤) سؤال: ما المراد بقوله: {إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ}؟
الجواب: المراد: إلا ما ملكني ربي سبحانه من النفع فيلهمني ويوفقني لتحصيله.