محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأعراف

صفحة 703 - الجزء 1

  «فمرت به» أي: ذهبت به وجاءت من غير أن تحس بحمله في بطنها لخفته.

  {فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا} فمن حين بلوغها نحواً من الشهر السابع في الحمل يبدآن باللجوء إليه سبحانه وتعالى والتضرع والإخلاص في الدعاء له.

  {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ١٨٩}⁣(⁣١) عهداً يعاهدان الله سبحانه وتعالى به.

  {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} فحين آتاهما المولود معافى سليماً صحيحاً جعلاه عبداً لصنم أو نحوه، وجعلوا للأصنام نصيباً فيه، أو يجعلانه من سدنة هذا المعبد وخادماً لهذه الآلهة، ونسيا ذلك العهد الذي قطعاه على أنفسهما لله سبحانه وتعالى.

  {فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ١٩٠} بعدما دعوَا الله سبحانه وتعالى أن يأتيهما بهذا المولود الصالح، وبعد أن استجاب الله سبحانه وتعالى لدعائهما رجعا إلى الأصنام، ونسيا ما كانا عاهدا الله سبحانه وتعالى عليه، والله منزه عن الشركاء.

  {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ١٩١} كيف يشركون هذا الصنم في العبادة، وهو لا يستطيع فعل أي شيء، ولا تملك الأصنام من صفات الإلهية شيئاً، بل هي في أنفسها مخلوقة.

  {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ ١٩٢} فلا يستطيعون أي:


= على تفسير قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ....}، لفظها: خلقكم جنساً واحداً، وجعل أزواجكم منكم لتسكنوا إليهن، فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر الجنس الآخر الذي هو الأنثى ... إلخ. اهـ وليس هذا التفسير ببعيد فقوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} يفيد أن الله خلقكم أيها المخاطبون جنساً واحداً ... إلخ، وعلى هذا فيكون العطف بالفاء مستقيماً.

(١) سؤال: من فضلكم أوضحوا محل: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً ...} الإعرابي؟

الجواب: محلها النصب على أنها مقول لقول محذوف: «قائلين لئن ...».