سورة الأنفال
  وكثرة قريش وقوة شوكتهم.
  {وَإِذْ(١) يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}(٢) وعد من الله سبحانه وتعالى للنبي ÷ ومن معه عند خروجهم إلى بدر، وعدهم الله سبحانه وتعالى أنهم لن يعودوا من خروجهم هذا إلا بأحد شيئين: إما أن يأخذوا تجارات قريش وأموالهم العائدة من الشام في قافلة بقيادة أبي سفيان، وكانت جميع تجارات قريش وأموالها محملة في هذه القافلة، وإما أن يظفروا بقتل المشركين فيقتلوهم ويأسروهم.
  {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}(٣) كان المسلمون طامعين في أموال قريش وتجاراتهم يأخذونها من دون قتال، وكانوا يتهربون عن مواجهة المشركين وقتالهم مع أن الله سبحانه وتعالى قد وعدهم بالنصر والظفر.
  {وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ٧} ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يحق الحق، وأن يضرب المشركين ضربة موجعة؛ لأن جميع كبار قريش كانوا قد اجتمعوا(٤) للخروج على النبي ÷ ومن معه، وقد أعدوا
(١) سؤال: ما إعراب «إذ»؟
الجواب: «إذ» مفعول به لفعل مقدر، أي: واذكر إذ ... .
(٢) سؤال: ما محل: {أَنَّهَا لَكُمْ}؟
الجواب: محل ذلك الجر بـ «باء» مقدرة، أو النصب بنزع الخافض.
(٣) سؤال: ما هي {ذَاتِ الشَّوْكَةِ} المذكورة في الآية؟
الجواب: «ذات الشوكة» هي: رجال قريش التي خرجت بالعدد والعدة لحماية قافلة تجارتها العائدة من الشام.
(٤) سؤال: هل تقصدون أنهم اجتمعوا لما استغاث بهم أبو سفيان أم رافقوا القافلة؟
الجواب: اجتمعوا للخروج لحماية القافلة التي جاء بها أبو سفيان من الشام، فلما علموا أنها قد أمنت نزلوا في بدر، فأراد الله تعالى أن يقطع دابرهم فخرج إليهم النبي ÷ بأمر الله، وتواجه الفريقان في بدر.