محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 9 - الجزء 2

  وكثرة قريش وقوة شوكتهم.

  {وَإِذْ⁣(⁣١) يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}⁣(⁣٢) وعد من الله سبحانه وتعالى للنبي ÷ ومن معه عند خروجهم إلى بدر، وعدهم الله سبحانه وتعالى أنهم لن يعودوا من خروجهم هذا إلا بأحد شيئين: إما أن يأخذوا تجارات قريش وأموالهم العائدة من الشام في قافلة بقيادة أبي سفيان، وكانت جميع تجارات قريش وأموالها محملة في هذه القافلة، وإما أن يظفروا بقتل المشركين فيقتلوهم ويأسروهم.

  {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}⁣(⁣٣) كان المسلمون طامعين في أموال قريش وتجاراتهم يأخذونها من دون قتال، وكانوا يتهربون عن مواجهة المشركين وقتالهم مع أن الله سبحانه وتعالى قد وعدهم بالنصر والظفر.

  {وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ٧} ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يحق الحق، وأن يضرب المشركين ضربة موجعة؛ لأن جميع كبار قريش كانوا قد اجتمعوا⁣(⁣٤) للخروج على النبي ÷ ومن معه، وقد أعدوا


(١) سؤال: ما إعراب «إذ»؟

الجواب: «إذ» مفعول به لفعل مقدر، أي: واذكر إذ ... .

(٢) سؤال: ما محل: {أَنَّهَا لَكُمْ

الجواب: محل ذلك الجر بـ «باء» مقدرة، أو النصب بنزع الخافض.

(٣) سؤال: ما هي {ذَاتِ الشَّوْكَةِ} المذكورة في الآية؟

الجواب: «ذات الشوكة» هي: رجال قريش التي خرجت بالعدد والعدة لحماية قافلة تجارتها العائدة من الشام.

(٤) سؤال: هل تقصدون أنهم اجتمعوا لما استغاث بهم أبو سفيان أم رافقوا القافلة؟

الجواب: اجتمعوا للخروج لحماية القافلة التي جاء بها أبو سفيان من الشام، فلما علموا أنها قد أمنت نزلوا في بدر، فأراد الله تعالى أن يقطع دابرهم فخرج إليهم النبي ÷ بأمر الله، وتواجه الفريقان في بدر.