سورة الأنفال
  {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم(١) بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ٩} خرج المسلمون من المدينة متوجهين إلى وادي بدر وتوقفوا هنالك على غير علم منهم بأن المشركين قد عسكروا في الجانب الثاني للوادي، فإذا بهم في وجوههم على غير ميعاد ولا استعداد، وتفاجأ المسلمون بذلك، ومع أن المسلمين كانوا يتهربون من هذه المواجهة، ويتثاقلون على النبي ÷ عند ذكر القتال، ولكن الله سبحانه وتعالى كان قد دبر ذلك، وأراد أن يلتقوا بهم لمصلحة كان يعلمها للإسلام والمسلمين، وأما المسلمون فلما رأوا ذلك وعلموا أنه لا مناص لهم عن قتال المشركين لجأوا عندها إلى الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى والانقطاع إليه بأن يمدهم بالعون من عنده، وأن ينجز لهم ما كان قد وعدهم، وأن يظفرهم بعدوهم، فاستجاب لهم دعاءهم، وأمدهم عندها بألف من الملائكة مردفين، أي: يردف بعضهم بعضاً يعني: يتبع بعضهم بعضاً.
  {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} جعل الله سبحانه وتعالى نزول الملائكة مع المؤمنين بشارة بشرهم بها؛ ليعلموا أنه معهم، ولتطمئن قلوبهم، ويذهب عنهم الخوف؛ لأنهم إذا اطمأنوا زاد ذلك من عزائمهم وشد من قواهم.
  {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ١٠}(٢) لستم الذين تصنعونه ولا الملائكة، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي ينصركم.
(١) سؤال: ما موقع: {أَنِّي مُمِدُّكُم} الإعرابي؟
الجواب: موقعه الجر بـ «باء» مقدرة، أو النصب بنزع الخافض.
(٢) سؤال: كيف يكون النصر حاصلاً من عند الله؟
الجواب: يكون النصر من عند الله بفعل أسبابه وتهيئتها، كتغشيتهم النعاس أمنة منه، وإنزال المطر لتثبيت أقدامهم عند القتال على الأرض، وتقليل المؤمنين في أعين المشركين، وتقليل المشركين في أعين المؤمنين، وإلقاء الرعب في قلوب المشركين.