سورة الأنفال
  {إِذْ يُوحِي(١) رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} أوحى الله سبحانه وتعالى إلى الملائكة الذين نزلوا لتثبيت المسلمين أن يشجعوهم على القتال، ويعلموهم أن الله سبحانه وتعالى معهم، وأنه سيؤيدهم بنصره وتأييده وعونه.
  {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرَّعْبَ} سيثبت المؤمنين، ويبث الرعب في قلوب المشركين، ويزرع الخوف في قلوبهم.
  {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ}(٢) انتقل الله سبحانه وتعالى بعد خطاب الملائكة إلى خطاب المؤمنين، فأمرهم بشد العزم، وأن يفعلوا جهدهم في ضرب المشركين، فهو معهم وناصرهم.
(١) سؤال: لماذا جاء المضارع «يوحي» بدلاً عن الماضي؟
الجواب: جيء به لاستحضار الصورة، وذلك لما في استحضارها من استعظام النعمة وإحياء ذكرها في القلب، وذلك لأن النعم القديمة يخف استعظامها في النفس، ويقل الشكر عليها، فجاء المضارع.
سؤال: كيف حصل التثبيت من الملائكة للمؤمنين؟
الجواب: قد يكون التثبيت بإلقاء الملائكة تزيين القتال والإقدام والثبات في قلوب المؤمنين، عكس ما يلقيه الشيطان في قلوبهم بتزيين ترك القتال، وتزيين الفرار ونحو ذلك.
(٢) سؤال: هل المراد بـ {فَوْقَ الأَعْنَاقِ} الأعناق نفسها؟ فكيف هذه الزيادة أم ماذا؟
الجواب: المراد: ضرب أعالي الأعناق أو الرؤوس التي هي فوق الأعناق، فعلى هذا التفسير ليس هناك زيادة.
سؤال: هل يحتمل أنه خطاب للملائكة فيفهم منه أنها قاتلت كما روي في بعض السير أنهم كانوا يرون هامات تطيح من دون ضرب أم لا؟
الجواب: الخطاب للمؤمنين وليس للملائكة، ولم يكن من الملائكة قتال إطلاقاً؛ فعدد قتلى المشركين معروف، وأسماؤهم معروفة، وقاتِلُ كل واحد منهم معروف في السير والتواريخ باسمه ونسبه، وليس في السير ذكر قتلى لم يعرف قاتلهم.