محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 15 - الجزء 2

  للتجارة إلى الشام، وكان فيمن قتل ولده حنظلة بن أبي سفيان، فهذا هو العذاب الذي قد توعدهم الله سبحانه وتعالى به إن لم يؤمنوا، عذبهم الله سبحانه وتعالى على أيدي المؤمنين.

  وقتلى الحرة الذين قتلهم يزيد بن معاوية كانت ثأراً لقتلى بدر، فقد قتل يزيد أهل المدينة يوم الحرة قتلاً ذريعاً ثأراً لما كان حصل لآبائه في بدر من الأنصار.

  {ذَلِكُمْ⁣(⁣١) فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ١٤}⁣(⁣٢) هذا العذاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على المشركين يوم بدر هو العذاب الذي كنا نتوعدكم به ونحذركم منه؛ فتجرعوا مرارته أيها الكافرون، ولكم بعد ذلك عذاب النار خالدين فيها - جزاءً على كفركم بالله ورسوله ÷.

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا⁣(⁣٣) فَلَا تُوَلُّوهُمُ


الجواب: لم يكن أبو سفيان موجوداً في معركة بدر، بل كان في طريقه مع القافلة عائداً من الشام إلى مكة فهو من العير لا من النفير.

(١) سؤال: ما إعراب {ذَلِكُمْ}؟ وأين خبرها؟

الجواب: يعرب «ذلكم» مبتدأ، والخبر محذوف أي: هو العقاب، أو يعرب خبراً والمبتدأ محذوف أي: العقاب ذلكم.

(٢) سؤال: لماذا استخدم إشارة البعيد {ذَلِكُمْ}؟ وعلام عطف: {وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ١٤

الجواب: إشارة البعيد هنا لتعظيم ما حصل من الحق الذي هو وعيد الله للمشركين بإنزال العذاب عليهم، وفعلاً فقد تحقق ذلك الوعد فقتل الله في بدر صناديد قريش وشياطينهم. {وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ١٤} في تأويل مصدر معطوف على «ذلكم».

(٣) سؤال: ما إعراب {زَحْفًا}؟ وهل لهذا القيد أثر في المعنى؟

الجواب: «زحفاً» مصدر منصوب بفعل محذوف: تزحفون زحفاً، وجملة «تزحفون زحفاً» حال من الذين كفروا أو من فاعل «لقيتم» أو منهما جميعاً. ويفيد القيد «زحفاً» أن النهي مختص =