محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 19 - الجزء 2

  قَاعِدُونَ}⁣[المائدة ٢٤]، فحين علم الله سبحانه وتعالى صدق إيمانهم وعزيمتهم وإخلاصهم أيدهم بنصره وتأييده.

  {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ١٨}⁣(⁣١) ذلكم الذي حصل من قتل المشركين؛ ليوهن كيدهم، ويضعفهم، ويكسر شوكتهم.

  ثم خاطب الله سبحانه وتعالى المشركين فقال: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ١٩}⁣(⁣٢) عندما تصاف الفريقان للقتال وهموا ببدء المعركة، صاح من بين المشركين صائح يدعو الله سبحانه وتعالى قائلا: اللهم أَقْطَعَنا للرحم فأحنه الساعة، أي: اجعل هذه الساعة نهايته، فأمَّنَ المسلمون والمشركون جميعاً، وكان المشركون يدَّعون على النبي ÷ أنه قد قطع رحمهم وسفه آلهتهم، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لهذه الدعوة، وأخبرهم بأنه قد جاءهم الفتح⁣(⁣٣)، وأهلك أقطعهم للرحم، فقتل الله المشركين وهزمهم شر هزيمة.

  ثم أخبرهم بأنهم إن ينتهوا عن كفرهم فهو خير لهم، وقد علمتم أيها المشركون من هو الذي قطع رحمه، وقد رأيتم وقوع القتل فيما بينكم فأقلعوا عن عداوة النبي


(١) سؤال: علام عطف: {وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ ...}؟ وما إعراب: {ذَلِكُمْ

الجواب: «وأن الله موهن» معطوف على «ذلكم»، ويعرب «ذلك» على أنه مبتدأ حذف خبره.

(٢) سؤال: علام عطف قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ١٩

الجواب: «وأن الله مع المؤمنين» المصدر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف أي: والأمر أن الله مع المؤمنين، وعلى هذا التقدير فتكون الجملة معترضة [١] لتأكيد ما قبلها، والواو اعتراضية، وقد أجازوا عطف «أن الله ..» على قوله: {وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ١٨}.

[١] - ما هو هذا الاعتراض؟ الجواب: يسمي الزمخشري التذييل اعتراضاً، والجملة معترضة.

(٣) سؤال: هل هذا مأخوذ من قولهم: «افتح بيننا وبين فلان» أي: أهلك المبطل؟ أم لا؟

الجواب: هو مأخوذ من ذلك.