محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنفال

صفحة 20 - الجزء 2

  والإسلام، واعلموا أيها المشركون أنكم إن لم تنتهوا وعدتم إلى عداوة الإسلام ومكايدته - فسنعود عليكم بالانتقام، ولو رجعتم إلى من رجعتم، ولو استنصرتم من استنصرتم على حرب الإسلام وأهله فلن ينفعكم ذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين بنصره وتأييده، والله غالب على أمره.

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} خاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين فأمرهم بطاعته وطاعة رسوله إذا دعاهم إلى أمر من الأمور.

  {وَلَا تَوَلَّوْا⁣(⁣١) عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ٢٠} لا تتهربوا منه عند سماعكم لدعائه لكم.

  {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ٢١}⁣(⁣٢) لا تكونوا مثل اليهود عندما قالوا لأنبيائهم: سمعنا وعصينا، بل اسمعوا وامتثلوا ما سمعتموه.

  {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ٢٢} كان المخلصون في إيمانهم قلة قليلة، وأما الباقون فكانوا ضعيفي الإيمان، ولم يكن قتال بعضهم إلا حمية وليس لأجل الإسلام.

  وكانوا في خروجهم مع النبي ÷ يوم بدر متثاقلين أشد التثاقل، ولم يدفعهم إلى الحرب إلا الحمية، فنزلت هذه الآيات تحثهم على صدق الإيمان، وطاعة الله ورسوله، وألا يعملوا أعمال اليهود والمشركين في عصيانهم وتمردهم، ولكنهم بعد ذلك عزموا على القتال مع النبي ÷ وأخلصوا نياتهم لله سبحانه وتعالى، ولجأوا إليه بالدعاء والتضرع، فأيدهم الله سبحانه وتعالى بنصره.


(١) سؤال: هل أصل {تَوَلَّوْا}: تتولوا، فحذفت إحدى تائيه؟

الجواب: نعم هو مضارع حذفت إحدى تائيه للتخفيف.

(٢) سؤال: لماذا عبر عن عدم الامتثال بعدم السمع؟

الجواب: عبر بعدم السمع عن عدم الامتثال لأن المجاز أبلغ وأوقع في ذهن السامع من الحقيقة، وهذا هو مجاز مرسل علاقته السببية حيث أن السماع سبب للامتثال وطريق إليه.