سورة الأنفال
  حال كهذه، وهو ما داموا مثل نصف المشركين، وأن القتال قد وجب عليهم، والله سبحانه وتعالى سيؤيدهم بنصره.
  {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٦٧}(١) في يوم بدر أسر المسلمون من جيش المشركين سبعين أسيراً، وقتلوا منهم سبعين من صناديد قريش وكبارهم، والله سبحانه وتعالى كان يحب قتل هؤلاء الأسرى وكذلك نبيه ÷؛ وكان من المتعارف أن من أسر أسيراً فهو له: إن شاء أخذ الفدية، وإن شاء قتله، فنصحهم النبي ÷ ألا يقبلوا فيهم فدية وأن يقتلوهم، فشكوا إلى النبي ÷ الضعف والحاجة إلى المال لأجل أن يستقووا به على الأعداء وينفقوا منه في سبيل الله، وينفقوا منه على أهاليهم وأولادهم ما دام قريش أصحاب أموال طائلة فسيدفعون في أسراهم أموالاً كثيرة؛ فإن رأيت أن نطلب الفدية؟
  فأخبرهم النبي ÷ بماذا سيحصل لهم إن أخذوا الفدية، وأنه سيقتل مقابل كل أسير يأخذون فديته رجل من المسلمين، ولكنهم ألحوا عليه في ذلك حتى أشفق عليهم، ووافق على مطلبهم هذا بعد أن حذرهم عواقبه، وأخبرهم أيضاً أن الله سبحانه وتعالى يريد لهم القتل(٢)، وأنه ما ينبغي لنبي أن يأسر ويأخذ الفدية إلا بعد
(١) سؤال: ما محل جملة: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا ...} الإعرابي؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها جملة مستأنفة.
(٢) سؤال: في ذهني أن الإمام الهادي # قرر في مجموع رسائله أن النبي ÷ كان ممن وقف مع رأي أخذ الفدية وأن آخرين عارضوا ذلك، وكذلك ظاهر الآية أن العتاب لرسول الله ÷، فهلا ذكرتم مصادر قولكم بأنه أخبرهم بماذا سيحصل وأنه سيقتل مسلم مقابل كل أسير وخرجتموه، والعفو من سماحتكم مطلوب؟
الجواب: ذكر قريباً منه في شرح نهج البلاغة عن الواقدي يرويه عن علي #، وفي الجوهر الشفاف: وروي أنه قال لهم: «إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم واستشهد منكم =