سورة يونس
  آلهة، والله سبحانه وتعالى لا يعلم له شريكاً في السموات والأرض.
  {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} كان الناس جميعاً على الكفر(١)، ثم بعث الله سبحانه وتعالى إليهم الأنبياء فاختلفوا حينها؛ فمنهم من آمن، ومنهم من كفر.
  {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١٩} لولا أنه قد سبق من الله سبحانه وتعالى الوعد بأنه سوف يؤجل حساب الخلائق وجزاءهم إلى يوم القيامة لحكم بينهم في الدنيا، ولكن حكمته اقتضت أن يؤخر ذلك إلى يوم القيامة فيحكم بين المحقين والمبطلين.
  {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ} يطلب المشركون من النبي ÷ أن يأتيهم بآيات تدل على نبوته ووعدوه بأنهم سيؤمنون به ويصدقونه، متغافلين عن الآيات التي قد جاءهم بها قبل ذلك، ومتعامين عنها، زاعمين أنها ليست شيئاً، وأنها لا تدل على صدق النبي ÷ وصدق نبوته، وفي الحقيقة أن هذا ليس إلا عناداً منهم وتمرداً.
  {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} فلا أعلم ماذا سيكون من الله سبحانه وتعالى، وما الذي سينزله عليكم أو يأتيكم به، ولست إلا مبلغاً لما يأمرني بتبليغه، وليس في يدي شيء غير ذلك.
  {فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ٢٠} انتظروا واصبروا ماذا سيأتيكم من الله سبحانه وتعالى؟ وماذا سينزله عليكم؟ هل آياته أم سخطه وعذابه؟ ولا يعلم الغيب إلا هو وحده.
الجواب: يؤخذ من الآية صحة الاستدلال بالملازمة، وصحة تركيبها على صورة قياس استثنائي كما ذكرتم، والعقل يقر بذلك ويطمئن إليه.
(١) سؤال: من أين نستفيد أنهم كانوا على ملة الكفر؟
الجواب: نستفيد ذلك من قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}[البقرة: ٢١٣]، {فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ...}[الجاثية: ١٧].