محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 155 - الجزء 2

  {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}⁣(⁣١) أخبر الله سبحانه وتعالى بجزاء من أطاعه وامتثل لأوامره بأفضل الثواب وأجزله وأحسنه.

  فالذين أحسنوا العمل⁣(⁣٢) وطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته فسيعطيهم الله المثوبة الحسنى وسيزيدهم على ما يستحقونه من عنده بأضعاف مضاعفة، ومن عظيم فضله جعل للإنسان فرصاً وأوقاتاً يكون أجر العمل فيها مضاعفاً رحمة بهم كشهر رمضان وليالي القدر ويوم الجمعة وليلتها والعشر الأول من ذي الحجة وليلة النصف من شعبان و ... إلخ.

  {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٢٦} ومع هذا النعيم الذي هم فيه تكون وجوههم يوم القيامة مشرقة ومنيرة، ظاهراً عليها السرور والبهجة، بخلاف الكفار والمشركين والمنافقين


(١) سؤال: يستدل أهل السنة بروايات كثيرة أن الزيادة هي رؤية المؤمنين لربهم في الجنة فكيف الرد عليهم؟

الجواب: استدلالهم على رؤية الله فاسد:

١ - أن رؤية الله تعالى مستحيلة؛ لأنه تعالى ليس من جنس ما يرى، فليس جسماً ولا متصفاً بصفات الأجسام.

٢ - ما استدلوا به من الروايات مروي عن طرق آحادية وهي –وإن صحت عندهم أسانيدها - لا تفيد العلم، ومسألة الرؤية مسألة علمية.

٣ - أما الآية هذه {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} فالزيادة مبهمة لا تدل على الرؤية بأي وجه من وجوه الدلالة، فالاستدلال بها مردود.

(٢) سؤال: غالباً ما ينصرف الإحسان في ألفاظ الشرع إلى صنائع المعروف فما وجه حمله على إحسان العمل؟ وهل المراد بإحسانه إتقانه أم عدم فعل السيئات أم ماذا؟

الجواب: حملناه على إحسان العمل لمقابلته بقوله: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ} والمراد بإحسان العمل الإتيان به كما أمر الله.