سورة يونس
  بينهم بحكمه الحق، ولن يدخل أحداً النار بغير ذنبه.
  أما أولياء الله فإنهم يوم القيامة والحساب في مأمن لا يلحقهم خوف ولا حزن كما قال سبحانه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢}[يونس].
  {أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٥٥} وأخبرهم أيضاً أن وعده بيوم القيامة والحساب والجنة والنار حق ثابت لا محالة، ولكنهم لم يصدقوا بوعد الله فأصروا على الكفر.
  {هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٥٦} فهو وحده الذي بيده ذلك، وإليه مرجعكم بعد الموت للحساب والجزاء.
  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} يناديهم الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه ÷ بأنه قد أنزل إليهم القرآن الذي فيه بيان ما يصلحهم ويرشدهم.
  {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}(١) وجاءكم من الله ما يزيل الشكوك والأوهام والظنون التي في القلوب، والنفس تطمئن عند سماعه إلى أنه الحق، وأن هداها فيه.
  {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ٥٧} نعمة أنعم الله سبحانه وتعالى بها عليهم وهي أن
الجواب: المراد حكمه فيهم فيحكم على كل منهم بما يستحقه على عمله من العذاب، وقد تقدم ذكر حكمه تعالى بين الكافرين وبين أنبيائهم.
(١) سؤال: قد يقول القائل: أنا أقرأ القرآن وفي صدري هموم وغموم فلا تنجلي عني وقد قال سبحانه: {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}؟ فبماذا توجهونه؟
الجواب: المقصود أن القرآن شفاء لما في الصدور من الكفر والنفاق والشكوك والشبه التي تدعو إلى ذلك، وفيه ما يهوِّن على المؤمن ما يعرض له من الشدائد والمصائب التي يضيق بها صدره، وذلك من حيث أنه يصدق ويؤمن بأن الله تعالى سيثيبه على الصبر ويعوضه عما فات ويستبشر بما وعده الله للصابرين ويلجأ إلى ربه ويستند إليه ويتوكل عليه فيطمئن قلبه وتخف مصيبته.