سورة يونس
  أيها المشركون هل أذن الله سبحانه وتعالى لكم أن تحللوا وتحرموا من عند أنفسكم ما أنزل الله تعالى لكم من الرزق فتجعلوا بعضه حراماً وبعضه حلالاً.
  {أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ٥٩} أم أنكم تفترون على الله فتحرمون وتحللون ثم تقولون إن الله هو الذي حرم وحلل افتراءً عليه.
  {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}(١) يلفت الله سبحانه وتعالى أنظار المشركين إلى التفكر والنظر في يوم القيامة لعلهم يرتدعون عن كفرهم وتكذيبهم؛ فإذا كان يوم القيامة في ظنكم أيها المشركون يوم سلام وأمن - فإنكم مخطئون. إنه يوم عظيم يجازى فيه كل امرئٍ بعمله إن خيراً فخيرٌ وإن شراً فشر وستلقون الله يوم الجزاء فيسألكم عن افترائكم عليه.
  {إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ٦٠} تفضل الله سبحانه وتعالى على جميع الناس من المشركين وغيرهم بأن أمهلهم وأمد لهم في أعمارهم، وعافاهم في أبدانهم، وزاد في أرزاقهم وأولادهم، وأرسل إليهم الهدى، وأعطاهم السعادة في الدنيا والآخرة.
= وعبر بالاستفهام عن الأمر لأنه جزء معناه.
٢ - وأن يكون ذلك حقيقة عرفية عامة أي أن العبارة نقلت من معناها الأصلي في اللغة إلى هذا المعنى، فعلى هذا الوجه تكون الرؤية قد خرجت عن معناها الأصلي.
(١) سؤال: يقال: ظاهر تركيب الآية أن يوم القيامة ظرف للظن، وأن ظنهم سيحصل يوم القيامة، فكيف توجيه الآية لمعرفة أن ظنهم في الدنيا دون يوم القيامة؟
الجواب: الآية محتملة لكون يوم القيامة ظرفاً ومفعولاً به لظن الذين كفروا، وقد ذكر المفسرون هذين الاحتمالين، وقد ذكرت في التفسير أحدهما وهو أن يوم القيامة مفعول به، ولا وجه لمنع التفسير بالوجه الآخر.
سؤال: هل هذا التعبير القرآني من أعظم التهديد أم لا؟
الجواب: هو من أعظم التهديد والتخويف لما فيه من الإبهام.