سورة يونس
  هذا، وأما كيفية إطلاعهم يوم القيامة على أعمالهم التي عملوها في الدنيا فالله سبحانه وتعالى أعلم بكيفية ذلك، وأظن والله أعلم أنه سيطلعهم عليها في شاشات يشاهدون من خلالها أنفسهم وهم يمارسون تلك المعاصي قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ}[النور: ٢٤]، حتى إذا أرادوا الإنكار لم يجدوا سبيلاً إليه، فستشهد عليه تلك الصور التي يظهرها الله سبحانه وتعالى أمام الناس يوم القيامة شاهدة عليه، فسيظهر الله سبحانه وتعالى أعمالهم أمام الناس جميعاً يوم القيامة حتى ينادوا الله سبحانه وتعالى بأن يعجل بهم إلى النار من شدة الفضائح التي يراها جميع الناس، والخزي الذي يلحقهم.
  {أَلَا(١) إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٦٢} أما أولياء الله فلن يلحقهم أي خوف أو حزن يوم القيامة، فهم في أمن وأمان وطمأنينة.
  {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ٦٣} كأنه قيل من هم أولياء الله هؤلاء؟
  فأجابهم الله سبحانه وتعالى بأنهم الذين آمنوا بالله، وصدقوا رسله وكتبه وامتثلوا لأمره وتجنبوا معاصيه.
  {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} أخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه
= إبقاء الكتب على ظاهره؟
الجواب: قد ذكرنا فيما سبق في جواب سؤال أن الكَتْبَ لأعمال المكلفين يفسر على ظاهره أي أن الكتابة حقيقية؛ لما ذكر في السؤال من اللطف للمكلفين، ولإقامة الحجة في يوم القيامة على المكلفين، ولإظهار عدل الله في حكمه على الظالمين {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف: ٤٩]، والذي نفيناه في الأصل أن الله لا يحتاج إلى كتاب يسجل فيه أعمال المكلفين لتحفظ فيه، فقد يكون بين تسجيل الملائكة وحفظ الله لأعمال المكلفين فرق.
(١) سؤال: ما معنى: «ألا» في هذه الآية؟ وما فائدتها؟
الجواب: معنى «ألا» هنا الدلالة على استفتاح الكلام والتنبيه على ابتدائه. وفائدتها: تنبيه المخاطب إلى الإصغاء للكلام الذي يليها، والإشارة إلى أهميته.