سورة يونس
  شيء من مخاوف يوم القيامة ولا من أحزانها.
  {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٦٤} الفوز العظيم هو الفوز برضوان الله تعالى وثوابه والسلامة من النار وسعيرها.
  {وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} نهى الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ عن الحزن من تكذيبهم له واستهزائهم به، وكفرهم وعنادهم وتمردهم، يريد الله تعالى أن يهون على نبيه ÷ مما لحقه من الأسى والحزن بسبب عناد قومه وعدم إيمانهم فقال: ليس عليك أن يدخلوا في الهدى ولم أرسلك لتدخلهم في الدين والهدى وما عليك إلا البلاغ المبين.
  {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}(١) فلن يضروا الله سبحانه وتعالى شيئاً بكفرهم وتمردهم، فهو عزيز والعزة كلها له والعظمة والكبرياء، ولن يلحقه نقص بكفرهم وتمردهم، وسيقهرهم بعزته وقدرته وسيعذبهم.
  {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٦٥}(٢) فهو مطلع على أعمالهم، وعالم بها، ولا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيهم عليها.
  {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} فكل ما في السماوات والأرض ملك له وتحت قدرته وسيطرته.
  {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ}(٣) أولئك الذين يعبدون غير
(١) سؤال: ما إعراب: {جَمِيعًا}؟ ولماذا ذُكّرَت؟
الجواب: «جميعاً» حال من العزة، ولفظ «جميعاً» يُذكّر دائماً سواء تبع مذكراً أم مؤنثاً.
(٢) سؤال: إذا قلنا بأن السميع بمعنى العالم، فسيصير معنى الآية: هو العالم العليم، فهل يتناسب مع النظم القرآني؟ أم كيف؟
الجواب: السميع هو بمعنى العالم بجميع المسموعات، أي: الأصوات المسموعة الظاهرة والخفية، وعلى هذا يختلف معنى الكلمتين.
(٣) سؤال: هل يصح أن يجعل {شُرَكَاءَ} مفعولاً لـ {يَدْعُونَ} ويكون مفعول: {يَتَّبِعُ} محذوفاً تقديره: برهاناً أو حجة ليتناسب مع قوله: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} أم لا؟ وكذا لو =