محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 180 - الجزء 2

  ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ٧١} خاطب نوح # قومه قائلاً: يا قوم إن كنتم قد تثاقلتم مقامي بينكم وتذكيري لكم، وتكابرتم ذلك فاعلموا أنني مع ذلك لا زلت مصراً على مواصلة تبليغكم رسالتي ودعوتي لكم إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وترك عبادة الأصنام، وأنا متوكل عليه في ذلك.

  تحداهم بذلك، وبأنه لن يتركهم حتى ولو عزموا على قتله، ولو اجتمعوا هم وآلهتهم التي يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى، وليفعلوا ذلك ولا يمهلوه لحظة واحدة إن استطاعوا، ولا يكن ذلك غمة في أنفسهم⁣(⁣١)، تحداهم بذلك لثقته بالله سبحانه وتعالى وبنصره وتأييده، وأنهم مهما فعلوا فلن يستطيعوا أن يمنعوه من إتمام ما أمره الله سبحانه وتعالى به.

  {فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ} عن الاستماع لي وإجابتي.

  {فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ} فما هو الذي منعكم من إجابتي؟ هل طلبت منكم أجراً على ذلك حتى تمتنعوا عن الاستجابة لي؟


= متفرقاً. فعلى هذا القول الأخير يكون معنى الآية: اجعلوا أمركم واحداً في التصدي لي ولدعوتي أنتم وشركاؤكم، وتعرب {وَشُرَكَاءَكُمْ} مفعول معه أي: مع شركائكم، نص عليه سيبويه، وقد أعرب على غير هذا الوجه.

(١) سؤال: هل تريدون ألا يغمهم أمر قتله؟ فهل حل قوله: {غُمَّةً} محل المصدر؟ أم تريدون ألا يكون أمر قتله مغموماً فيكون قوله: {غُمَّةً} في معنى اسم المفعول؟ وضحوا ذلك حفظكم الله؟

الجواب: المقصود بقوله: {ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً} هو: لا تكونوا في حيرة لخفاء ما ينبغي لكم فعله لإبطال دعوتي، أجمعوا رأيكم وافعلوا ما بدا لكم، وعلى هذا فـ «غمة» بمعنى مغموماً أي: مستوراً، أي أنه قال لهم ذلك وهم متحيرون في ما هو الرأي الذي ينبغي أن يفعلوه في مواجهة نبي الله وإبطال دعوته.