محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة يونس

صفحة 181 - الجزء 2

  {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٧٢}⁣(⁣١) ولست أبتغي الأجر إلا من عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنه الذي أمرني أن أسلم له وأكون من المنقادين له.

  {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} أغرقهم الله سبحانه وتعالى جزاءً على تكذيبهم بعد أن أمره الله سبحانه وتعالى بصناعة سفينة له ولمن آمن معه، وأن يحمل معه أيضاً زوجين من كل نوع من الحيوانات، وكان قومه يسخرون منه ويستهزئون ويضحكون عليه وعلى عمله هذا، وكيف يصنع سفينة في الصحراء، وعندما نزل أمر الله سبحانه وتعالى انقادت إليه جميع تلك الحيوانات وركبت معه، وأغرق الله سبحانه وتعالى جميع من بقي على وجه الأرض.

  وأما الناجون معه فهم أولاده من آمن منهم⁣(⁣٢)، وسكان الأرض الآن هم من ذريته فقط قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ٧٧}⁣[الصافات].

  {وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ} جعل الله تعالى الذين نجاهم في الفلك خلائف الأرض أي: يخلفون أولئك الذين أهلكهم.


(١) سؤال: ما موضع المصدر: {أَنْ أَكُونَ} الإعرابي؟

الجواب: موضعه الجر بالباء المقدرة، أي بحرف جر مقدر، أو النصب على نزع الخافض قولان مشهوران عند المعربين.

(٢) سؤال: يقال: ظاهر آية هود: {وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}⁣[هود: ٤٠]، أنه حمل في السفينة أناساً مؤمنين غير أولاده أم لها محمل آخر؟ وقد روي في بعض المصادر أنهم ثمانون رجلاً فكيف؟

الجواب: يحمل قوله تعالى: {وَمَنْ آمَنَ} على زوجات أولاد نوح #؛ لأن القرآن يشير إلى ما ذكرنا حيث قال تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}⁣[الإسراء: ٣]، وفي آية أخرى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ٧٧}⁣[الصافات]، والرواية التي ذكرتم لا تقوى على معارضة ما ذكرنا، والله أعلم.